رأت وكالة أنباء "أسوشيتدبرس" الأمريكية، أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بتخطي حضور قمة أوكرانيا الراهنة في سويسرا يسلط الضوء على متطلبات العام الانتخابي المتنافس التي يواجهها في ظل محاولات التوازن بين أجندة السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية المعقدة أثناء ترشحه ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وذكرت وكالة الأنباء الأمريكية أن نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس تشارك بدلا من الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة أوكرانيا بسويسرا؛ بالتزامن مع توليها دورًا متزايدًا بحملة بايدن الانتخابية لعام 2024.
وأوضحت في سياق تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني- أن هاريس ستنضم إلى زعماء العالم في سويسرا ومن المقرر أيضا أن تلتقي وجهاً لوجه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة رؤية بلاده لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
ولفتت إلى أن قرار بايدن بتخطي قمة أوكرانيا يعكس أيضا تنامى الدور الذى تلعبه هاريس من أجل تولى بايدن لفترة رئاسية ثانية فى الوقت الذى يشتعل فيه سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ولعبت هاريس دورًا أكثر وضوحًا في إيصال عرض بايدن إلى شريحة متنوعة من القاعدة الديمقراطية حيث أطلقت جهدًا لتسليط الضوء على التنمية الاقتصادية في عهد بايدن،مع التركيز بشكل خاص على مجتمعات الأقليات،حتى أنها قامت بزيارة إلى ولاية أتلانتا أمس الجمعة للترويج للأجندة الاقتصادية للإدارة بايدن قبل ركوب طائرة الرئاسة في رحلتها إلى سويسرا، وفقا ل "أسوشيتدبرس".
وضغط زيلينسكي علنا لعدة أشهر على بايدن وغيره من زعماء العالم للمشاركة في القمة حتى أنه حذر من أن غيابهم قد يزيد من شجاعة روسيا في ظل الأزمة التي استمرت منذ 28 شهرا ضد أوكرانيا؛ لكن بايدن قرر في النهاية إيفاد هاريس ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لتمثيل الإدارة الأمريكية في سويسرا.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يلجأ بشكل متزايد إلى هاريس بينما يحاول إعادة تجميع ائتلاف الناخبين الذي ساعدهم على التغلب على ترامب عام 2020 والذي سيحتاجون إليه على الأرجح مرة أخرى للفوز بولاية ثانية.
وبدوره، قال المدير الأول لمركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن برادلي بومان "إن تخطي القمة يمثل فرصة ضائعة للرئيس والولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن إرسال نائب الرئيس مع مستشار الأمن القومي لا يعني تمامًا إرسال فريق الناشئين".
ووفقا لاستطلاع سابق أجراه مركز أبحاث "أسوشيتد برس"، فإن نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس مثل بايدن، شهدت أيضًا تراجع مكانتها بين الأمريكيين، فهناك حوالي 4 من كل 10 ناخبين مسجلين لديهم وجهة نظر إيجابية إلى حد ما أو جدًا تجاه هاريس.
وأضاف الاستطلاع أن حوالي النصف لديهم وجهة نظر سلبية إلى حد ما أو غير مواتية لها، وحوالي 1 من كل 10 لم يحددوا موقفهم نحو نائبة الرئيس الأمريكي .