جماعات العنف وهاتف الخلافة !

الرأى16-6-2024 | 11:43

مازالت الأيام والأحداث تكشف عن بعض العلاقات والتشابكات الخفية بين المنتسبين للإسلام السياسي ومنهم؛ الجماعة الإسلامية، والسلفيون، والجهاديون وبين التنظيم الأم.. الأقدم والأخطر.. الإخوان المسلمين!.

وقد قرأت مؤخرًا كتابين مهمين – صدرا من عدة سنوات– الأول عن جماعات العنف المصرية، وتأويلاتها للإسلام للمهندس أبو العلا ماضي، عضو مجس الشوري الأسبق، ووكيل مؤسسي حزب الوسط السلفي!

وترجع أهمية الكتاب لأن مؤلفه من الرعيل الأول المؤسس للجماعة الإسلامية، والتي قاد فرعها في الصعيد العنف المسلح ضد الدولة بداية من عام 81 وحتي 1997، وهو عام المراجعات بعد حادث الأقصر الشهير، والذي راح ضحيته أكثر من 67 سائحا أجنبيا.

فالكتاب يتحدث عن جذور هذا الفكر المتطرف والأسس الفكرية لما سمي بالجهاد ضد الدولة، ثم يتناول أسباب المراجعات وتداعياتها.

ويشرح أبو العلا في كتابه خريطة هذه المنظمات، مثل مجموعات الجهاد وتفريعاتها ومؤسسيها، ثم مجموعات الجماعة الإسلامية في بحري والصعيد، المهادن منها والعنيف ثم الجماعات المتطرفة، مثل التوقف والتبين، والتكفير والهجرة.

ويختم بالأسباب المغذية للعنف دوليا ومحليا، ثم القصور في الفهم والتفسير الخاطئ للفقه، وسوء تأويل الفتاوي التي صدرت من مئات السنوات لأسباب وظروف مختلفة.

أما الكتاب الثاني "هاتف الخلافة"، فهو عبارة عن مذكرات شاهد عيان وأحد الشركاء في تنظيم الفنية العسكرية – أول إعلان للفكر الجهادي في مصر – والذي جري في 18 أبريل عام 1974، وراح ضحيته 13 قتيلا.. من أعضاء التنظيم والجنود المكلفين بالحراسة.

والكتاب حرره وقدم له الباحث د. كمال حبيب الذي كان قبل ذلك "ناشطا" في الإسلام السياسي ، ثم تاب وأناب بعد أن لبث في السجن بضع سنين.

ولكن يدهشك أن هؤلاء الشباب الغض – طلاب الجامعة – حاولوا إعادة قيام الخلافة الإسلامية باستخدام الحبال والسكاكين.. لاقتحام كلية عسكرية والاستيلاء علي السلاح الموجود بها.. ثم التحرك للاستيلاء علي الحكم.

ولكن ربنا ستر – وقتها – وانتبه أحدهم وهو صاحب الشهادة الحالية د. أحمد الرجال وسارع بالذهاب إلي منزل السادات والإبلاغ عن التنظيم.. ولكن الحرس تعامل معه بالاستنكار وعدم التصديق!

علي أية حال.. يهدي الشاهد والمحرر هذا الكتاب للشباب الغض المغرر به من قبل الجماعات المتطرفة وعلي رأسها تنظيم داعش !

حفظ الله مصر.. وألهم شبابها الرشد والصواب.

أضف تعليق