أكدت الرئيسة التنفيذية للاتحاد الدولي للمنظمات الخيرية "أوكسفام" ببريطانيا حليمة بيجوم، أن استمرار المملكة المتحدة في إمداد إسرائيل بالأسلحة في الوقت الذي تقدم فيه المساعدات الإنسانية إلى غزة يعد أمرا "غير متسق فكريًا وأخلاقيًا".
وقالت بيجوم -في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية بثتها اليوم الأحد عبر موقعها الإلكتروني- إن موقف المملكة المتحدة في هذا الشأن يبدو غير منطقي، مُوضحة أنه سواء كانت ترسل أسلحة كاملة أو مكوناتها، تبقى هذه المسألة تشكل نقطة خلاف، نظرًا لأن هذه المكونات تتركب منها تلك الأجهزة التي تقتل الكثير من المدنيين الأبرياء، مُشددة على أن المملكة المتحدة يجب أن تتوقف عن بيع هذه الأسلحة إلى إسرائيل.
وأضافت: "الحكومة البريطانية لا يمكنها أن تقدم المساعدات الإنسانية إلى غزة وتتحدث عن تطلعاتها نحو تحقيق السلام في المنطقة، ثم تقوم بعد ذلك بشحن الأسلحة والمتفجرات. هذا الموقف غير متسق فكريًا وأخلاقيًا"، موجهة تساؤلها إلى متخذي القرار بالحكومة: "إذا كنتم تبيعون الأسلحة وأنت على دراية كاملة بأنها تستخدم في قتل آلاف الأطفال الإبرياء وأبائهم. فلماذا تستمرون في هذا المسار؟".
كما لفتت إلى أنها خلال زيارتها الأخيرة إلى فلسطين لم تتمكن من دخول غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي على رفح، مؤكدة أنها انتباتها حالة من الصدمة مما توارد إلى سمعها من أقوال زملائها الفلسطينيين الذين تم إجلائهم من القطاع عن تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأكدت بيجوم "أنني أدين بشدة أخذ أي رهائن وأي أعمال عدوانية يرتكبها كلا الجانبين، لكننا لدينا الآن 37 ألف فلسطيني قد قُتلوا، الأطفال في غزة يُقصفون ويعانون من سوء التغذية ويواجهون مجاعة محتملة و المملكة المتحدة لازالت لا تتسطيع كبح جماح الجيش الإسرائيلي ، يبدو أن إنسانياتنا تُسلب بعيدًا".
وأوضحت أيضًا أنه وفقًا للبيانات الحكومية التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، أصدرت المملكة المتحدة 108 تراخيض تصدير أسلحة إلى إسرائيل في الفترة ما بين هجمات 7 أكتوبر و31 مايو الماضي، مُضيفة أنه لم يتم رفض أي طلب تراخيص تصدير الأسلحة أو إلغاؤه خلال تلك الفترة الزمنية.
واختتمت بيجوم حديثها قائلة إن "كل دولة يحق لها الدفاع عن نفسها، ولكن ليس على حساب تمزيق القانون الإنساني، دون أي اعتبار لحقوق الإنسان على الأرض".
يُشار إلى أن الاتحاد الدولي للمنظمات الخيرية "أوكسفام" أعلن الخميس الماضي أنه قدم طلبا للمحكمة العليا البريطانية للانضمام لدعوى مرفوعة تطالب بوقف بيع الأسلحة البريطانية لإسرائيل. وأكدت أوكسفام أنها ستزود المحكمة بمعلومات مهمة حول عمليات القتل الجماعي والتدمير الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة.