حديث خاص| أستاذ بجامعة أمريكية: أمريكا شريك أساسي لإسرائيل في حربها على غزة

حديث خاص| أستاذ بجامعة أمريكية: أمريكا شريك أساسي لإسرائيل في حربها على غزة الدكتور إحسان الخطيب أستاذ العلوم السياسية بجامعة موري

« أمريكا ليست مجرد حليفة لـ إسرائيل بل هي شريك أساسي لها، والدعم والمساندة الأمريكية اللامحدودة للاحتلال العامل الأقوى فيه هو مال اللوبي الصهيوني المؤثر على صانع القرار الأمريكي ».

هكذا فسر الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة موري ستايت بولاية كنتاكي الأمريكية، سبب قيام الكونجرس الأمريكي بالموافقة على صفقة سلاح غير مسبوقة لـ إسرائيل بقيمة 18 مليون دولار، في حديث خاص معه لـ " بوابة دار المعارف الصحفية" ويستكمل قائلا :

في ذات الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الأمريكية تواصل جهودها من أجل تفعيل مقترح بايدن التي قدمته لمجلس الأمن؛ من أجل وقف الحرب ، مؤكدًا أن هذا التناقض ليس بجديد على السياسة الأمريكية، التي تبنت الرواية الإسرائيلية منذ بدء الحرب.

ويستكمل ،في البداية ..الكونجرس الأمريكي وافق على صفقة أسلحة جديدة لإرسالها ل إسرائيل ، في ذات الوقت الذي تحدثت فيه أمريكا خاصةً الخارجية الأمريكية على ضرورة تحسين الأوضاع ووقف الحرب في قطاع غزة.

كيف تفسر هذا التناقض؟

هذا التناقض الواضح من قبل الإدارة الأمريكية ليس بجديد، فهو موجود منذ بداية الحرب، حتى أن هناك محام سابق في وزارة الخارجية الأمريكية قال في أحد اللقاءات لا أفهم هذا التناقض، حتى أن رئيس المطبخ العالمي وهو صديق الرئيس الأمريكي جو بايدن قال ما زلت حتى الآن لا أفهم تناقض إرسال السلاح والمساعدات من قبل أمريكا في وقتٍ واحدٍ.
و أمريكا اليوم ليست مجرد حليفة لـ إسرائيل بل هي شريكة لها؛ لعدة أسباب أهمها أن بايدن صهيوني لا يؤمن بالضغط على إسرائيل، كما أن النظام الأمريكي سببه هو وجود اللوبي الصهيوني الذي يدعمه بقوة، فالوضع الطبيعي أن أمريكا تدعو وتنادي بضرورة وقف إطلاق النار، وعلى الجانب الآخر تقوم بإرسال المساعدات، فهذا التناقض ليس جديد على السياسة الأمريكية، التي تبنت الرواية الإسرائيلية.


كيف ترى اعتزام نتنياهو بإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكي الشهر القادم.. وما المتوقع في هذه الكلمة؟

نتنياهو سيقوم أمام الكونجرس بإعادة تصوير أن إسرائيل هي الضحية، وأنها تحارب الإسلام السياسي نيابه عن الغرب، وهو يعلم جيدًا أن أمريكا ستصدق رواياته؛ لأن نتنياهو له تأثير في واشنطن أكبر من تأثير بايدن نفسه، و بايدن يعرف ذلك، فسبق وتواجه أوباما ونتنياهو في أمريكا وتمت دعوة نتنياهو إلى الكونجرس أيضًا، وحينها انتقد أوباما وبيل كلينتون عجرفة نتنياهو في التعامل معهم، وسبب هذه العجرفة هي أن نتنياهو يعرف أن اللوبي اليهودي لديه قوة ومال ولولا المال اليهودي لما كان كلينتون أو اوباما في البيت الأبيض، فـ نتنياهو له تأثير قوي في واشنطن.


إلى أي مدى يمكن أن يستمر الدعم الأمريكي اللامحدود من أمريكا لحالفيتها إسرائيل في هذه الحرب؟

الدعم غير المحدود سببه النظام السياسي ودور المال المحوري فيه، فاليهود يمثلون 2% من الشعب الأميركي ولكن عندهم قدرة مالية هائلة، فالمليارديره والطبيبة اليهودية ميريام اديلسون قالت لدي اسعداد أن أعطي دونالد ترامب ملايين لحملته الانتخابية إذا دعم ضم الضفة الغربية لإسرائيل، فالدعم والمساندة الأمريكية ل إسرائيل العامل الأقوى فيها هو المال اليهودي.
فالسياسة الخارجية لأهم دولة بالعالم للبيع لمن يدفع أكثر، حيث أن « المال هو عصب الحياة السياسية في أمريكا» في ظل هيمنة اللوبي الإسرائيلي وسيطرته على صانع القرار الأمريكي.


استطلاعات الرأي تشير إلى انخفاض شعبية بايدن بسبب دعمه اللامحدود لحكومة نتينياهو الأكثر عنفا وفي الوقت ذاته حملة ترامب الانتخابية تستخدم هذا الدعم اللامحدود لاكتساب الأصوات لصالح ترامب.. فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في شعبية بايدن وفوزه بالانتخابات الأمريكية القادمة؟

الناخب الأمريكي العادي لا يشغله كثيرًا ما يحدث بغزة، فالسياسة الخارجية هي آخر ما تشغله، هو ينتبه إذا أمريكا في حرب ويُقتل في هذه الحرب أميركيين، فالنسبة التي تكترث لحرب غزة هي قلة قلبلة جدًا، ولكن هذه النسبة أكبر بين الناخبين الدمقراطيين.
مشاكل بايدن التي يمكن أن تعيقه في فوزه بالانتخابات تتمثل في ضعفه الذهني والجسدي، وارتفاع نسب التصخم والغلاء، إذن السياسة الداخلية هي العامل المحوري محوريه في انتخابات الرئاسة.
غزه مهمة عند الناخب العربي والمسلم والتقدمي الديمقراطي وهذا يلعب دور في ولايات محورية متأرجحة مثل ميشيجان وبنسلفانيا؛ بهم نسب كبيرة من العرب، ولكن رغم ذلك مشكلة بايدن أكبر بكثير من غزه وهو ما زال يحاول إقناع الأميركيين أن الاقتصاد جيد ولكن هناك نسبة كبيرة جدًا غير مقتنعه بحديثه؛ بسبب الغلاء.


أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2