قال الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبوعطيوي عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للدراسات والأبحاث في فلسطين، إن الاحتلال الاسرائيلي لازال مستمرا في مواصلة الحرب والعدوان على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي وسط ظروف قاسية وصعبة للغاية يعيشها كافة أهالي قطاع غزة.
وأضاف "أبو عطيوي " في تصريح خاص لـ بوابة " دار المعارف " أن التصريحات التى أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" مؤخرا لوسائل الإعلام ، والتي تتعلق بإستمرار الحرب والعدوان على قطاع غزة ، تظهر العقلية الإسرائيلية الانتقامية التي لا تريد أن تفتح الأفق لحلول مختلفة تخفف من حدة الحرب واستمرار العدوان والوصول لصفقة تبادل تؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق بين الأطراف ذات العلاقة والوصول إلى هدنة تقوم على وقف إطلاق النار ووقف الحرب بشكل دائم وانسحاب الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة.
وأضاف : " أبو عطيوي" إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى أيضا لا تستمع للأصوات الإسرائيلية سواء من الساسة والمسؤولين أو على صعيد الرأي العام الإسرائيلي الذي يطالب بضرورة الوصول لهدنة من أجل انجاز صفقة تبادل تؤدي إلى عودة الإسرائيلين المحتجزين في قطاع غزة ، الأمر الذي يجعل الواقع أكثر صعوبة ومأسآة على كافة الأطراف.
وأكد : ان رفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى التوصل إلى هدنة إنسانية ولو حتى مؤقتة، لا بد أن يقابله ضغطا أمريكيا حقيقيا وفاعلا من الإدارة الأمريكية، لأن المقترح الأخير الذي تم تقديمه لوقف الحرب وإطلاق النار هو مقترح الرئيس الأمريكى جو بايدن، والذي لاقى قبولا وموافقة من كافة الدول المعنية بوقف الحرب على غزة .
واوضح " ابو عطيوي " أن الحرب الذي يخوضها جيش الإحتلال تعتبر حرب الابادة الجماعية بكل ما تعني الكلمة من معنى ، لا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة ، حيث تم تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون فلسطيني ، وحدوث أزمة إنسانية كارثية ، وقد أسفرت الحرب ليومنا هذا عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطينيا، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء ،حيث يعاني كافة سكان قطاع غزة من القصف المستمر من طائرات ودبابات الاحتلال، وحيث النزوح والتشريد والعيش في خيام جراء التهجير القسرى من مناطق سكن النازحين ، الذين فروا هربا من الموت ، وحيث الجوع والحصار وإغلاق المنافذ والمعابر ، الذي أدى إلى النقص الحاد في وصول المساعدات الإنسانية والاغاثية وشح الأدوية والمياه وانقطاع الكهرباء، كل هذا وأكثر يجعل الحياة في قطاع غزة وسط استمرار الحرب حياة ليس من أجل البقاء ، بل البقاء على قيد الحياة من أجل انتظار الموت قصفا أو جوعا أو مرضا أو قهرا.
وتابع : " أبو عطيوي " في ظل التعنت الواضح من الاحتلال الاسرائيلي لإيقاف الحرب ، لا بد من تحركا دوليا وأمميا عاجلا لإنقاذ ما تبق من غزة من بشر وحجر وشجر ، وهذا من خلال إجماع عالمي من خلال مؤتمر دولي يطالب دولة الاحتلال بضرورة وقف الحرب بشكل عاجل وفوري ، وترحيل كافة قرارت المؤتمر الدولي الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني إلى كافة الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة وعلى رأسها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
وفي نهاية حديثه، قال "أبوعطيوي" إن حالة التصعيد والمواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي و حزب الله على الحدود الشمالية من الممكن أن تزداد مساحتها وحدتها في ذات الوقت ، والتي من الممكن أن تأخذ المنطقة كافة لحالة مواجهة إقليمية من الصعب التنبؤ بنتائجها المستقبلية ، فلهذا صمام الأمان والحل الوحيد لدولة الاحتلال أن تعمل على إيقاف الحرب على قطاع غزة اليوم وليس غدا والالتزام برغبة المجتمع الدولى بضرورة وقف العدوان على غزة ، والوصول إلى صفقة تبادل ، تقود في نهاية المطاف لوقف الحرب بشكل نهائي، وحتى يتم فتح آفاق مستقبلية تفاوضية تعطي مؤشرات إيجابية وبناءة لحل الدولتين وإنهاء الصراع والوصول للسلام العادل والشامل.