إن عيد الأضحى المبارك رمز للعبادة والسعادة والامتثال لأوامر الله فإن عيد الأضحى له دلالات وعبر كثيرة يحمل معانى الطاعة لله والإيمان به وتنفيذًا لأوامره والامتثال لقضاء الله وأمره وقدره بكل ما فيه لأن فيه الحكمة والعظة؛ لذلك لا بد أن نأخذ منه ما يدخل علينا البهجة والفرحة فإن سيدنا إبراهيم وصل إلى مرحلة الكرب والهم والحزن أقصاه هو وابنه وفى اللحظة الحاسمة فرج الله همه وكربه بالفدا، الذى أفدى به ابنه إسماعيل (عليه السلام)؛ لأنه أفدى بجميع ما عنده فى سبيل الله، كما فدا سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بكل ما عنده وهذا من أسرار التضحية؛ ليجتاز الأب وابنه هذا الامتحان الصعب بنجاح، هناك بعض الروايات تقول: إنه حين أقدم إبراهيم (عليه السلام) على ذبح ابنه إسماعيل، نادى جبرائيل الله أكبر الله أكبر، فنادى إسماعيل (عليه السلام) لا إله إلا الله، والله أكبر فهتف أبوه أبو الفدا الله أكبر ولله الحمد وهذه الأذكار ما نردده فى العيد فإن من قمة المعاناة تخلق قمة الانفراجة اجعل من العيد فرحة وسعادة تدخل عليك وعلى أهل بيتك البهجة فإن من لم يصنع السعادة لنفسه لن يصنعها له الآخرون له، فالسعادة اختيار، فيمكنك الاختيار بأن تكون سعيدًا، بأنك ستواجه الضغوط فى الحياة، باختيارك إذا كنت ستدعها تؤثر عليك أم لا، فلتجعل السرور هو شعارك فى الحياة مهما كانت الأمور عندك، بأنك ستواجه الضغوط فى الحياة وأنت سعيد ومقبل على الحياة؛ لأنها اختبار من الله لك وسوف تجتازه بنجاح كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام، فنحن فى الحياة فى اختبارات دائما، كما قال الله تعالى: "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء:35) وقال ابن كثير رحمه الله فى تفسيره أى نختبركم بالمصائب تارة، وبالنعم تارة أخرى، لننظر من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط، وعن عائشة قالت: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه، درجة الصائم القائم، وفى سنن أبى داود عن أبى الدرداء، عن النبى -صلى الله عليه وسلم، قال: (ما من شىء أثقل فى الميزان، من حُسْنِ الخلق، فنواجه تحديات الحياة وصعوباتها بحسن الخلق ولنجعل حسن الخلق نبراس يضيء لنا عتمة الحياة وصعوباتها وندعو الله فى الأيام المباركة أن ينصر أهلنا فى غزة وتزيل الغمة والكرب ويهزم الله أعداء الحياة أعداء الدين الصهاينة المجرمين الإرهابيين وتحرير فلسطين من اليهود الغاصبين المحتلين عديمي الرحمة والإنسانية وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير.