لم نكد ننتهى من الواقعة الشهيرة لعامل النظافة والمعروفة بواقعة "كشرى التحرير"، التى صدّعت دماغنا لشهور عديدة حتى فوجئنا – من أيام قليلة – بواقعة "صفع" الفنان عمرو دياب لشاب على وجهه لمجرد أنه أراد أن يلتقط معه صورة "سيلفى" بالقوة لـ "تقوم الدنيا ولا تقعد".. ومنذ حدوث هذه الواقعة وحتى الآن ليس وراءنا إلا أخبار هذا الشاب، الذى يدعى سعد أسامة وحاصل على بكالوريوس التجارة.. "سعد راح.. سعد جه".. وكأن مشاكلنا قد انتهت من انقطاع الكهرباء وارتفاعات أسعار وأحداث غزة.. و.. و..
يا ليلة سودا.. فقد تحول هذا الشاب إلى "تريند"، حيث تصدرت أخبار وصور معاليه لمواقع التواصل الاجتماعى – ليلاً ونهارًا – وتسابقت " برامج التوك شو " على استضافته وآخرها استضافت منى الشاذلي له ليتحول بقدرة قادر إلى شخصية عامة ونجم مجتمع.
وأيا كانت ملابسات الواقعة.. ومن المخطئ ورائها، هل هو (الشاب) ولاّ عمرو دياب.. فلا يصح إقحام المجتمع فى مثل هذا الكلام الفارغ.. فهناك العديد من القنوات الشرعية التى يتبعها المعتدى عليه ليحصل على حقه.
فهناك الكثير من شباب اليوم يهوى صور "السيلفى" مع الفنانين ولعيبة الكرة والمشاهير، وقد يحدثون لهم نوعًا من المضايقات لهؤلاء النجوم ولكن لا يصل الأمر إلى حد الضرب.
والغريب أن تتصاعد المشكلة وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وغيره، حيث انقسم المجتمع إلى فريقين، أحدهما فى مناصرة الشاب والآخر فى التماس العذر لـ عمرو دياب .
والكل نصّب نفسه قاضيا للحكم فى هذه الواقعة.. وهذا دلالة على أن المجتمع أصبح "فاضى" يعيش الفراغ وليس وراءه ما يشغله.. وأن مواقع التواصل قد أفسدت عقول الكثير.. والعبث فى دماغهم.. وبالبلدى كدا "بوظت عقولهم".
فللأسف لقد استخدمنا هذه المواقع بشكل مدمر وليس صحى ومفيد.. فى تعظيم التفاهات والتافهين.. وعمل من "الفسيخ شربات".. والدليل أننا أصبحنا مشغولين بهذه الواقعة وقبلها بواقعة عامل النظافة الشهيرة بواقعة "كشرى التحرير" وقبلها بخناقة المطربة شيرين مع زوجها حسام حبيب .. وبطلاق فلان من فلانة وغيرها.
فمع الأسف أصبحنا مجتمعا يروج لكل ما هو لا قيمة له ويعمل من "الحبة قبة" بتكبير الهيافات والدليل أننا أصبحنا نستمتع بالفن والأغانى الهابطة لمحمد رمضان وحمو بيكا وحسن شاكوش وللأخ كسبرة والأخ حنجرة وغيرهم من هذه الأشكال الضالة التى أفسدت العقول والأخلاق والذوق العام.
ولا أملك إلا أن أقول "عليه العوض".