نساء يطرقن باب النجاح (١٦) داليا الشلقانى رائدة «السينابون» السويسى

نساء يطرقن باب النجاح (١٦) داليا الشلقانى رائدة «السينابون» السويسىنساء يطرقن باب النجاح (١٦) داليا الشلقانى رائدة «السينابون» السويسى 

* عاجل15-11-2018 | 17:49

كتبت: أمل إبراهيم

العمر لا يعرف بالسنوات بل تحكى عنه التجارب .

فى تجربة الكتابة عن النساء اللواتى طرقن باب النجاح يستوقفنى دائما نموذجان هما الأكثر لفتا للنظر وجذبا للانتباه ، النساء الصغيرات واللواتى تخطين الخمسين ، فى الغالب سوف تجد أن بينهما كثيرًا من التشابه والعمق فى التفكير مهما اختلفت طرق التعبير ولكن هناك سمات متقاربة للمرأة الناجحة ، لديهن جميعا حس التحدى ولباقة تؤكد على الثقة بالنفس وحب بلا حدود للجمال والرغبة فى التغيير.

كم مرة قلت إن جيل الشباب الحالى لديه قدر من السطحية ولا يقدرون المسؤولية؟ لكن الواقع يثبت العكس ويؤكد أنهم على استعداد للمواجهة مع الحياة  بكل مافيها من صعوبات وتجميل الواقع والأهم إثبات الوجود وتحقيق الذات ..

"داليا أسامة الشلقانى" صاحبة متجر " بيكردى" للمخبوزات والحلويات فى مدينة السويس صاحبة تجربة مميزة وناجحة .

تخرجت داليا من كلية التجارة ولكنها لم تطرق عالم الوظيفة أو تبحث عنها وتزوجت واستمر بقاؤها فى البيت دون عمل إلا من هواية صنع المخبوزات والحلويات التى كانت تنال إعجاب الأهل والأقارب وكانت بدايتها فى إتقان عمل" السينابون"  ولم يكن وقتها يتم بيعه فى أى محل من محلات الحلويات فى السويس .

وعندما نال إعجاب كل من حولها شجعتها إحدى قريباتها أن تخوض تجربة البيع للمقربين والجيران وأنشأت داليا صفحة علىا لفيس بوك لعرض منتجاتها وتلقى الطلبات وكانت تتعامل مع الجميع بنفس الطريقة التى تجهز بها المخبوزات لبيتها وتهتم أن تكون الخامات نظيفة وصحية وسعرها فى المتناول ، وبدأت داليا تعرف طريق الشهرة فى مدينتها الصغيرة وبدأ يتسرب إليها حلم أن يكون لديها متجرها الخاص  ، كانت تلك الخطوة بمثابة خطوة جريئة ونوع من المخاطرة من وجهة نظر والدها و زوجها وكانوا ينصحونها بالعمل من خلال البيت فقط خوفا عليها من المتاعب  ولكن قطار النجاح بالنسبة للنساء غالبا يسير من محطة إلى أخرى ولا يتوقف أو يتراجع .

بينمشاعر  التحدي  والطموح نحو خطوة أكثر اتساعا والرغبة  أن ترضى جميع الأطراف حولها  وبدأت بالفعل  بالبحث عن محل بجانب البيت وتعهدت بالأستمرار داخل مطبخها ومن بيتها  ويكون المتجر  مجرد واجهة لعرض المنتجات فقط وقررت أن توصل الليل بالنهار حتى تثبت قدرتها على النجاح وأستمرت بالعمل داخل البيت وأحيانا وهى تحمل صغيرتها " تاليا" ولكنها الأحلام عندما تضع جذورها فى أرض الواقع وتنتظر الثمار ورغم رفض والدها لفكرة المشروع فى البداية خوفا عليها إلا أنه تحول إلى أكبر قوة تدعم وتساعد وتساند أبنته حتى فى عمل المخبوزات وتسويتها .

عندما سألتها عن اسم المتجر "بيكردى" قالت إن الاسم كان اختيار زوجها لأنه أصر أن ينسب المتجر لها بوضع حرف "D" أول حرف من اسمها بجوار كلمة مخبوزات ،  تلك اللمحات تعنى الكثير لسيدة تحاول أن تثبت نفسها وتحافظ على منزلها الصغير  ، تقول داليا إن كل عمل أو مشروع لابد أن يواجه صعوبات ولكنها كانت تجد أن قرب والدتها ووالدها وزوجها يهون الكثير ، وتحكى أن المتجر تم تصميمه وتنفيذه بصورة عائلية جدا ، ولم تعهد به إلى عمال أو غرباء بل قامت هى وزوجها بتجهيزه وتصميمه كما تحب أن يكون ، مكان بسيط وأنيق ويعكس روحها ومذاق مخبوزاتها التى حرصت أن تكون بعض المنتجات التى تجيد هى صنعها بنفس الطريقة والبصمة الخاصة بها .

وكانت تعرض من خلال متجرها ماتقوم بتنفيذه فى مطبخها الخاص ، ولكن والدها أصر أن يكون عملها بعيدا عن مطبخ البيت حرصا على راحتها وساعدها فى إيجاد شقة مجاورة حولتها إلى مطبخ خاص بمتجرها أو مصنع صغير تقوم من خلاله بتدريب بعض البنات لمساعدتها فى عمل كم من المخبوزات تتناسب مع ما يتم طلبه منها ،، وتتعامل معهن داليا بعيدا عن الوصفات الجاهزة أو المقادير المعتادة هى تعلمهن أن بداية أى وصفة ناجحة هى الحب ، أن يكن لهن هدف توصيل منتج صحى ونظيف للآخرين ، هؤلاء الذين يثقون فى التعامل معها ليسوا مجرد زبائن بل أصدقاء وضيوف تحاول الترحيب بهم من خلال مخبوزاتها المميزة والمعبأة بصورة أنيقة ..

تقول داليا إن النجاح لا يأتى صدفة وإن المحاولة لا تعنى تجربة واحدة ، وإن الطريق ليس مفروشا بالورود غالبا ، ربما تتعب أو لاتعرف النوم أو الراحة ، قد تبكى أحيانا ولكن يبقى للحلم والنجاح  مذاق مختلف ..ربما يشبه قطعة تارت أو سينابون أو أكلير أو كرواسون صنعته يد امرأة محبة وهى تطرق باب النجاح .

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2