نساء يطرقن باب النجاح (17) مها جميل فنانة الجرافيتى التى حولت جدران أسوان إلى قصص صاخبة

نساء يطرقن باب النجاح (17) مها جميل فنانة الجرافيتى التى حولت جدران أسوان إلى قصص صاخبةنساء يطرقن باب النجاح (17) مها جميل فنانة الجرافيتى التى حولت جدران أسوان إلى قصص صاخبة

* عاجل17-11-2018 | 13:50

كتبت: أمل إبراهيم
بجوار النيل تسكن فتاة سمراء صاحبة عيون واسعة وضحكة ساحرة وعقل لايهدأ يرصد الأختلاف بين البشرة السمراء التى عجنت بطمى أسوان وتلك الوافدة بلون أبيض وشفاه دقيقة وعيون ملونة ، لطالما توقفت أمام التناقض فى الشكل والتكوين واﻻختلاف بين البشر   ، تقول لا أحب الكتابة ولا أجيدها  أنا أرسم تعبيرا عن نفسى ،، أمارس ثرثرة الأفكار عبر الريشة والألوان ، الأغنياء فى بلادنا يعيشون فى بيوت مزينة وثرية .. من حق الفقراء والبسطاء أن يستمتعوا بالجمال مجانا
و الأمر بسيط  لأننا نستطيع أن نحول الحياة إلى لوحة وان تنطق الجدران فى كل الشوارع والحوارى أن نرسم من نحب وأن نرى وجوههم كل يوم ونجعلهم جزءا من واقعنا الذى نعيشه.
" مها جميل " فنانة جرافيتى شابة من أسوان حديثها وصورتها مفعمة بروح الفن تتحدث بطريقة تلقائية وعفوية ،، تحكى عن تجربتها وتقول "  كنت طفلة ساكنة فى فصل الروضة ، لا أتحدث كثيرا ولكننى مشغولة  برسم كل  الأشخاص حولى ، ولم أكن أعرف كيف أرسم إلا الأحجام الكبيرة ، أرسم الناس فى كل مكان المدرسين فى المدرسة والأصدقاء ،يسعدنى أن أستوقف الناس فى الشارع لرسمهم خاصة أولئك أصحاب البشرة البيضاء والعيون الملونة والأنف الدقيق ، ربما كنت أجد فى ملامحهم نوع من الأختلاف ..الرسم هوايتى الوحيدة من خلال قلم رصاص أو قلم فحم فقط   ، بعد الثانوية العامة ألتحقت بكلية الحقوق أنتساب ثم تركتها لأننى لم أكن أحب المذاكرة ودرست لمدة عامين بمعهد ترميم الآثار فى الاقصر  تخرجت من المعهد وأكملت الدراسة فى كلية فنون جميلة وفى هذه الفترة كان الفن قد تمكن منى تماما ولم يعد هناك خوف من الألوان وخاصة فن الجرافيتى والرسم على الجدران ،، كانت لدى رغبة أن أنطق كل الجدران الهادئة الصامتة فى مدينتى تحديدا ، فى كل أجازة كنت أقضي الوقت  فى الشوارع وأنا أرسم ثم قررت أن تكون معى مجموعة من الأصدقاء نرسم معا ، ذهبت إلى المحافظ وطلبت منه الموافقة وتقديم بعض التسهيلات مثل توفير أماكن إقامة ،وجبات ، وسيارة للتنقل وقدمت مشروع " تجميل محافظة أسوان " وبالفعل تمت الموافقة وكان أول عمل جرافيتى  لى  بصورة  رسمية  يثير ضجة كبيرة وأعجاب الناس ، وبدأ مجلس المدينة يستعين بى فى الرسم على جدران العمارات فى أحد الأحياء  المعروفة فى أسوان "حى أطلس "   وطلبوا منى تخليد الشخصيات المؤثرة فى  تاريخ أسوان مثل العقاد ود مجدى يعقوب والسيدة سعاد ماهر وغيرهم..
بعد ذلك خطرت على بالى فكرة أن أسجل صور كل الشخصيات الذين أثروا فى حياتى ، الناس العادية الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران والفنانين الذين أحببتهم وعلى سور نادى المهندسين قمت برسم 160 شخصية ، كل من يمر يسألنى أين صورتى ، ألتقط له صورة سريعة وأضمه إلى الرسم ، شارع أسوان الحقيقى كانت هناك رغبة داخلية " أريد أن أسعد كل الناس "وأن أضمهم جميعا فى لوحة واحدة على سور فى شارع فى مدينة هى وطنى الصغير أسوان
عندما سألتها عن النجاح أرتبكت وصمتت ثم قالت: لا شىء يعادل فرحة الآخرين ..من حق الجميع أن يرى الجمال ويشعر به  وأنا أصبحت جزء من تلك الرسالة أحاول أن أجعل الخيال جزء من الواقع وأتمنى أن أشارك فى أى عمل فنى ولأننى أحب الحرية والحياة فى الشوارع أحب أيضا السفر واتمنى ان أعيش تجربة عالمية من خلال الفن .
أضف تعليق