ننشر كلمة عظة البابا تواضروس فى تدشين الكاتدرائية المرقسية

ننشر كلمة عظة البابا تواضروس فى تدشين الكاتدرائية المرقسيةننشر كلمة عظة البابا تواضروس فى تدشين الكاتدرائية المرقسية

* عاجل18-11-2018 | 13:35

دار المعارف

أشاد - اليوم الأحد - قداسة البابا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بالشكل الجديد للكاتدرائية، وذلك في عظته بالقداس الإلهى بمناسبة تدشين وافتتاح الكاتدرائية المرقسية بعد تجديدها.

وقال قداسة البابا تواضروس، إن هذا اليوم يوم مشهود وفريد في تاريخ كنيستنا القبطية الإرثوذكسية، فمنذ 50 عاما احتفلت مصر بحضور رئيسها جمال عبد الناصر في عهد البابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلا سلاسي إمبراطور إثيوبيا، بافتتاح الكاتدرائية بعد أن تم وضع حجر الأساس عام 1965، وافتتحتت عام 1968، وكانت أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط.

وأشار، إلي أنه كان من النعمة الكبيرة في مصر أن لها نصيب في أن العائلة المقدسة عاشت في مصر أكثر من ثلاث سنوات، ودائما مصر حارسة لكل القيم والمعاني النبيلة، وكنيسة مصر تاريخ وفخر، ونحن في هذا اليوم نشترك مع الأساقفة والمهنة والشمامسة والسيدات وأطفال مدارس الأحد والخدام والفتيان في يوم نادر الحدث، وهذا اليوم يجب أن يسجل في السنكسار، ويقرأ من عام لعام، ونقف فيه أمام الله نشكر ونفرح ونتعهد.

وأضاف البابا تواضروس، خلال كلمته، أننا جميعا نشترك في هذا اليوم الجميل، يوم التدشين، يوما جميلا نشكر الله فيه على نعمته وعطاياه في كل صباح.

واستطرد "وهذا اليوم، يعتبر يوم فرح وابتهاج وجزء كبير في صلوات التدشين، مأخوذ من صلوات تدشين هيكل سليمان، ويوم فرح لما يعطيه الله من هذه النعم والبهجة، فأنه يحمل تاريخ مجيدًا للآباء عبر كل القرون، كذلك يمثل أيضا يوم عهد، فيجب أن نقف أمامه ونتعهد أمامه بحياة نقية في هذه الكنيسة، مشيرا إلي أنه منذ 4 سنوات بدأ التطوير والتجديد المعماري، واشترك مئات من المهندسين والفنيين والعمال وعدد كبير من الشركات، وعملوا عملًا كبيرًا في كل كبيرة وصغيرة من أعمال الكاتدائية، وكان من المرتب إقامة احتفالًا لتكريمهم، ولكن لولا الظروف التي حدثت، فقد تم تأجيله، ولكنني اشكرهم جميعًا، وهذه الأعمال ليست سهلة، ويكفي أن تعلموا أن المنارة أقيم لها سقالة بوزن 160 طنا لكي يصلوا لها، وفي الكنيسة مايقرب من مائتي أيقونة.

وقال قداسة البابا، "أريد أن أحدثكم عن ثلاث أمور في التدشين، أولا أن الكنيسة صارت مسحة جمال، والجمال هو حضور الله والجمال في كل العناصر، وكما نصلي كما في السماء، كذلك على الأرض، يجب أن تكون الكنيسة بديعة الجمال، لكي نحاول أن نقترب إلي السماء، ويجب أن تكون أنفسنا أيضًا جميلة والنفس الجميلة تلك النفس التائبة التي يراها الله ويعشقها، وعلى الصليب قال السيد المسيح "قد أكمل" أي كل شئ قد تم ودائما اسئل نفسك: هل نفسك جميلة ؟ وقلبك جميل؟ وفكرك جميل؟.

ثانيا الكنيسة صارت غنية بالأيقونات، وتلك الأيقونات بالمعني الروحي هي نوافذ على السماء، وكل أيقونة تمثل نافذة على السماء، وتدعونا إلي السماء، ونجد منها أيقونات تمثل الأحداث التي حدثت مثل أيقونة شهداء ليبيا، وأيقونات أخرى لشهداء الإسكندرية، وشهداء طنطا، وشهداء من مناطق أخري، وأيقونة لاعتراف المجمع المقدس بقداسة البابا كيرلس السادس، وسوف نصدر كتاب تفصيلي عن كل الأيقونات.

ثالثا، القبة العليا استغرق في رسمها 6 أشهر، وهذا الارتفاع يعلمنا عندما ندخل الكنيسة أن تكون نفسك عالية وترفع يديك وقلبك، لكن رفع يدي كذبيحة مسائية، وعندما تدخل الكنيسة وتجدها بهذا العلو تشعر بالرغبة في وجودك في السماء، مشيرا إلي أننا في هذا الصباح نذكر الذين اشتركوا في بناء هذه الكاتدرائية، ومن دواعي سرورنا أن معنا إرشيدياكون من كنائس وسط القاهرة يخدم مع نيافة الأنبا رافائيل، حضروا وضع حجر الأساس والافتتاح.

وقال قداسة البابا تواضروس، خلال عظته بالقداس الإلهي، إننا أمام النعم الكثيرة التي يعطيها الله لنا ويعلمنا أن الكنيسة يعمل فيها روح الله، وأشكر كل الآباء الأحباء المشاركين في هذا التطوير المعماري، وأشكر كل المهندسين والمختصين وأجمل شئ أنهم كانوا يعملون من بلاد كثيرة في مصر، وأقدم لهم شكرًا على محبتهم وتعبهم، وأيضًا للشركات وربما يتبقي بعض التشطيبات لكن الأعمال الأساسية قد انتهت.

واختتم قداسة البابا عظته قائلا، "نصلي أن يبارك المسيح عمله وأن نبارك ونمجد اسمه القدوس، وتكون أعيننا على السماء، ونعلم أن الله يملك الكنيسة، ويعمل فيها وأن كنا من زمن إلي زمن نتعرض لحروب أبواب الجحيم، لكنها ثابتة وراسخة، ليباركنا الله جميعًا، وأشكر كل الحضور، ولابد أن تخبروا الجميع بهذا اليوم، وأن تشاركوهم بهذه الفرحة، ربنا يكون معاكم ويبارك في حياتكم، وفي وطننا، ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2