أسرار عروسة المولد
أسرار عروسة المولد
كتبت : بسمة المنزلاوي
عروسة المولد ارتبطت في الأذهان وذكريات الطفولة بالعروسة الحلاوة المصنوعة من السكر القابلة للأكل والمزينة بفستان من الورق الملون تضع يديها في خصرها وخلفها ثلاثة مراوح ملونة في شكل مميز ومبهج .
ورغم تقليد الفكرة وظهور العروسة السكر في محال الحلويات في العديد من المناسبات الأخري ، فإننا شاهدناها عَلى شكل بابا نويل في احتفالات رأس السنة وعلى شكل محمد صلاح في احتفالات الصعود لكأس العالم لكن تبقي عروسة المولد النبوي الشريف جزءًا مهمًا من الهوية الاجتماعية المصرية ومصدر بهجة خاصة للأطفال ومصدر إلهام فني جميل بأشكالها وألوانها المبهجة .
بدأت عروسة المولد بشكلها التقليدي المصنوع من الدقيق والسكر والعسل الذي اختفى تقريبا في وقتنا هذا ليحل محله العروسة الخشب والبلاستيك وأحيانا الكرتون في بعض المناطق الشعبية .
ما سر ظهور عروسة المولد وارتباطها باحتفالات المولد النبوي الشريف وهل الشكل التقليدي لها فرعوني حقًا أم روماني أم إسلامي فاطمي ؟
في بحثنا عن أسرار عروسة المولد لم نجد رواية واحدة ولكن وجدنا العديد من الروايات عن أصل ظهور عروسة المولد ترجع أغلبها إلى العصر الفاطمي .
والعصر الفاطمي وحده فيه ثلاث روايات مختلفة عن كيف ظهرت عروسة المولد ، الرواية الأولي تقول إن عروسة المولد هي زوجة الحاكم بأمر الله التي خرجت يوم المولد النبوي في ثوب أبيض وتاج من الياسمين وبدا صناع الحلوى في صناعة العروسة على شكل الأميرة وفارس على حصان يمثل الحاكم بأمر الله .
الرواية الثانية يقال إن أحد الحكام الفاطميين وعد جنوده في حالة الانتصار بتزويجهم وصادف عودتهم منتصرين المولد النبوي وقام بتوزيع عرائس من السكر على الجنود .
أما الرواية الثالثة يقال إن الفاطميين كانوا يشجعون على الزواج وإقامة الأعراس في المولد النبوي وكانوا يوزعون عرائس الحلوى ويهدونها لكل من يتزوج .
روايات أخرى تقول إن شكل عروسة المولد التقليدي مستمد من الحضارة الفرعونية وأنها تجسد شكل آلهة الحب والجمال عند قدماء المصريين وروايات أخرى أرجعتها إلى العصر الروماني لتشابه الرسومات والزينات مع الحضارة الرومانية .
وسواء كان أصلها فرعونيًّا أو رومانيًّا أو إسلاميًّا فاطميًّا فستبقي مظهرًا من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واستمرارا لعادة المصريين في ربط مناسباتهم وأعيادهم بأكلات وحلويات خاصة ومميزة .