كسب معارك السلاح بالسياسة

كسب معارك السلاح بالسياسةحسن زعفان

الرأى30-6-2024 | 15:29

تأمل كيف يدير الرئيس السيسي الأزمات السياسية بدقة وحرفية وثقة بالنفس وبقدرات القوة ومقدرات المصالح.

بحكمة أذهلت العالم كله وشهد لها الجميع حتى من كانوا يراهنون على إخفاق مصر فى إدارة أكبر أزمات فى تاريخها، ملف الإرهاب فى سيناء وإحباط مخطط الإخوان وإعلان سيناء ولاية إسلامية، أو على أقل تقدير تدويل الأزمة على أساس أن الإرهابيين معارضة مسلحة مثل ما حدث فى سوريا وطبعا تدخل جيوش إسرائيل وأمريكا وربما تركيا و إيران وتبقى هيصة، تحت ذريعة عدم قدرة الجيش المصرى على حماية المدنيين وتعريض حياتهم للخطر.. يا سلام!!

وطبعا حطم الجيش المصرى العظيم كل هذه المؤامرات وانتصر فى معركة لا يعلم مدى خطورتها وصعوبتها إلا الله، وسيذكر التاريخ أن الجيش المصرى حقق فى سيناء معجزة عسكرية وأمنية بكل المقاييس.

أما الملف الثانى وهو أكثر الملفات خطورة هو ملف سد النهضة والتى حققت مصر بالدبلوماسية المقنعة والهادئة أهدافا كانت بعيدة وتستعصى على أكبر عتاة السياسة، قد لا يعرف الجميع أن إثيوبيا لم توقع على أى اتفاقية فى تاريخها فيما يخص نهر النيل وأنها لم تعترف أبدًا بحق مصر والسودان فى مياه النيل الأزرق، وأن مشروع سد النهضة هو سد سياسي بامتياز لابتزاز مصر سياسيًا واقتصاديًا لصالح دول بعينها، وقد تحطمت هذه المؤامرة أيضا والتى كان الهدف منها توريط مصر فى حرب مع إثيوبيا قبل استنفاد الطرق الدبلوماسية والقانونية والدولية.

والحقيقة أن مصر وضعت أمريكا أمام مسئوليتها كدولة عظمى وأشركتها فى الوساطة وأعلنت تأييدها للموقف المصرى أمام التعنت الإثيوبى.

أما ملف ليبيا والتواجد التركى وجلب المرتزقة والإرهابيين من سوريا لتوطينهم فى ليبيا للسيطرة على منابع النفط فى خليج سرت وتهديد الحدود المصرية، فقد حسم الأمر وأعلنت مصر ردها أن أمنها القومى ينتهى عند آخر نقطة لخليج سرت ناحية الغرب وهو أمر لا نقاش فيه، وقد أيدت ذلك فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص والولايات المتحدة والجامعة العربية.

ثم تأتى الأزمة فى السودان ليسقط السودانيون فى شراك الحرب الأهلية الطاحنة وهو ما يهدد الحدود المصرية الجنوبية بصورة مباشرة وتورط قوى إقليمية فى تأجيج نار الفتنة بين مكونات الشعب السوداني وربما كانوا يسعون إلى توريط مصر فى هذه الأزمة.

ثم تأتى أكبر الأزمات على الإطلاق وهى أزمة غزة، حيث تم اجتياح إسرائيل للقطاع بالكامل وتدميره كليا وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء، الأمر الذى جعل القيادة السياسية فى مصر تتصرف بمسئولية وحكمة وثبات، حيث دعت مصر إلى مؤتمر دولى فى العاصمة الإدارية الجديدة حضرها زعماء دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا وتم اتخاذ قرارات تدين إسرائيل وتضعها فى خانة الدولة الإجرامية التى تمارس الإبادة الجماعية.
وهكذا يتم كسب معارك السلاح بالسياسة.

أضف تعليق