الاعتراض على الامتحان!

الاعتراض على الامتحان!بهاء زيتون

الرأى30-6-2024 | 15:33

لم أتصور أن يحدث جزء من سؤال بـ امتحان اللغة العربية للثانوية العامة .. كل هذه الضجة.. وهذا الجدل الذي شاهدناه على مواقع التواصل الاجتماعي لمجرد أنه حمل احتمالات متعددة للإجابة عنه.. حيث كان السؤال تحديد الطلبة معنى "تتلظى الصدور لنعمتك" باختيار الإجابة من متعدد.. من بين كلمات "تتطلع – تحقد – تناسي – تتحسر".

وقد رجحت أكثر الإجابات كلمة "تتطلع" بينما كانت الإجابة الصحيحة وفقا لنموذج الإجابة هي "تحقد".

وأيًا كانت الإجابة أو مستوى السؤال فإنني أراها ظاهرة خطيرة الاعتراض على السؤال.. فلا يصح للذين يتم تقييمهم ومعهم أولياء الأمور الاعتراض على الامتحان وحتى لو كان صعبا.. وإلا لا يكون للامتحان أي لازمة؟!

فمن الظواهر المؤسفة التي أصبحت مصاحبة لامتحانات الثانوية العامة مؤخرًا.. الاعتراض على الامتحانات من قبل الطلبة وأولياء أمورهمإذا لم تأت سهلة ومباشرة.. حتى وصل الأمر بأنه أصبح حقا مكتسبا لهم الاعتراض على الامتحان إذا لم يأت على هواهم.

هذه الظاهرة بدأت تتفشى في 45 سنة الأخيرة بأن أصبحنا نشاهد الصراخ والعويل والإغماءات إذا لم يأت الامتحان مباشرًا.

ولعلنا نتذكر عندما كنا طلبة في الثانوية العامة في السبعينيات لم نر مثل هذا الكلام أو نسمع صوتًا واحدًا يعترض على الامتحان.. وإنما كنا نتعامل مع الامتحان (طلبة وأولياء أمور) على أنه امتحان معمم على الجميع.. لا فصال فيه.

ولكن الأمور اختلفت مؤخرًا وبدأت تعلو أصوات الطلبة وذويهم بالاعتراض علي الامتحان إذا جاء بالورقة الامتحانية بعض الأسئلة غير المباشرة أو التي بها بعض"اللف والدوران" لقياس فروق القدرات بين طالب وآخر.. وهذه ليست بدعة وإنما معمول بها في الأنظمة الامتحانية بدول العالم المتقدم بأن تكون هناك نسبة معينة من الأسئلة بالورقة الامتحانية، التي تقيس المستويات العقلية والتحصيلية.

وللأسف قد ساعد على تفشي هذه الظاهرة بجانب مواقع التواصل الاجتماعي وزارة التربية والتعليم – نفسها – والتي تعاملت بأسلوب "الأيدي المرتعشة" في التعامل معها.. وكأن علي رأسها "بطحة".. بالرضوخ والاستجابة لشكوي الطلاب وأولياء أمورهم بحذف الأسئلة محل الشكوى وتوزيع درجاتها على الأسئلة الأخرى مما يؤدي إلى تفريغ الامتحان من مضمونه.. ومن الهدف منه وهو التفريق بين الطالب العادي والمتميز.. والطالب الشاطر والخايب.

فالامتحانات لم توضع اعتباطا وإنما توضع وفق مواصفات ومعايير بأن تتضمن ما لا يقل عن 20% من الأسئلة التي تقيس القدرات العليا للتميز بين طالب وآخر.

إنني أرى الامتحان بمثابة حُكم المحكمة الذي لا ينفع معه التعقيب أو الاعتراض.. فهل يمكن للجاني أو المتهم أن يعترض على حُكم المحكمة؟.. بالطبع لا.

عمومًا.. إذا كنا نريد إصلاح حال التعليم والمنظومة الامتحانية فإن علينا أن نودع موضة الاعتراض على الامتحانات.

أضف تعليق