كيوم ولدته أمه

كيوم ولدته أمهعاطف عبد الغني

الرأى30-6-2024 | 16:09

نظرة إلى الجبال الصخرية التى تحيط بـ مكة المكرمة حتى الآن، كفيلة بأن تخبرك بما كانت عليه هذه البيئة من قسوة شديدة إبان بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليست فقط جغرافيا المكان، ولكن حرارة الطقس الشديدة فى معظم أثناء العام، والتى لا يطيقها أهل الرفاة، لابد أن تثير فى ذهن الوافد للحج أسئلة مثل: كيف عاش أهل الحجاز وتكيفوا مع هذه البيئة قبل ما يقرب من 15 قرنا من الزمان؟!

ولماذا اصطفى الله سبحانه وتعالى هذا المكان، وكرمه باستقبال رسالة خاتم الزمان؟!.. وتجل الحكمة الإلهية عن أفهامنا، لكن أهل الحجاز الذين توارثوا جيلا عن جيل شرف خدمة الحجيج، ونالوا المكافأة عن هذا، منافع فى الدنيا وثواب فى الآخرة، مازالوا يعمرون المكان ويطورون فيه ليسهلوا لزوار بيت الله أداء الحج والعمرة، وزيارة الأماكن التى شهدت الأحداث العظام، ميلاد الرسول الكريم، وبعثته، وتلقيه الوحى، وجهاده، فى صبره على الأذى، وكفاحه فى توصيل رسالة السماء.

المكان ثابت على الرغم مما طاله من تطوير هائل، وتأهيل ليستقبل أضعافا مضاعفة من أعداد الحجاج التى تزداد عاما بعد آخر، لأداء الفريضة التى جعلها الله ركنا من أركان الدين، ويحاكى فيها المسلم بجوارحه، نفس المناسك التى أداها أسلافه منذ البعثة المحمدية، إعلانا لوحدانية الله، وشهادة بأن محمدًا عبده ورسوله، وسعيًا للتوبة والتطهر، ونيل رضا الرحمن، وسعيًا لزيادة الإيمان ( الإيمان يزيد وينقص)، فإذا ما قبل الله عن الحاج سعيه، غفر له، وعاد الأخير وقد غفرت ذنوبه "كيوم ولدته أمه"، وتفتح له صفحة جديدة فى كتاب أعماله، فإذا ما مد الله فى عمره، وعاد يكدح فى الحياة، عليه أن يجتهد ليحافظ على فرصة العفو التى نالها فى الحج ، حتى يلاقى وجه ربه وهو راض عنه إن شاء الله.

أضف تعليق

إعلان آراك 2