أكد قادة الكنائس المصرية "الأرثوذكسية والكاثوليكية والأسقفية" أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة الحدث الأهم في تاريخ مصر الحديث، بعد أن استطاع الشعب المصري اقصاء جماعة الإخوان الإرهابية من المشهد، واستعادوا هوية مصر التى كادت أن تفقد، أن هذه الأيام ستبقى راسخة في أذهان ووجدان جميع المواطنين الذين شاركوا في إعادة مصر للمصريين، وأن هذه الخطوة كانت بداية لاستعادة الدور المحوري ل مصر في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فضلا عن الانجازات التى تحققت في المجتمع المصري من مشروعات تنموية وفي مجالات البنية التحتية من أجل بناء جمهورية جديدة تسع كل المصريين وتليق بهم.
وأكد القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن مصر شهدت خلال السنوات الـ11 الماضية ومنذ ثورة 30 يونيو حدثت تغيرات كثيرة أهمها أن مصر بقيت دولة قوية متماسكة في حالة وحدة، وأنه إذا نظرنا حولنا شرقًا وغربًا وجنوبًا سنجد أن هناك دول أنتهت وتمزقت، وأن هذا المكتسب يجب أن ننتبه لقيمته وأهميته وهو أن كل إنسان يحيا داخل منزله أمنا ويسير في الشارع بأمان تام.
وقال القمص موسى إبراهيم -لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إنه من أهم المكتسبات وجود مشروعات عملاقة تخص البنية التحتية بالتحديد وهى مشروعات تخص البنية التحتية لم تكن موجودة وأصبحت موجودة، وهذا التغير ربما لا نشعر بقيمته الآن ولكن هناك العديد من المشروعات أقيمت وكنا قديما نسمع عن أفكار ومشروعات ولا نجد لها اي وجود في الواقع.
وتابع قائلًا، إنه على مستوى الكنيسة تم صدور قانون بناء الكنيسة وهو أمر لا نمل الحديث عنه لأنه حقق للمواطنين المسيحيين ما لم يتحقق عبر قرون ماضية ، حيث بنيت الكثير من الكنائس بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي وأصبح في كل مجتمع عمراني جديد توجد كنيسة، ونال المصري المسيحي حقوقه لم يكن ينالها من قبل، وأن هناك فئات عديدة من المجتمع المصري نالت حقوقا لم تكن تنالها، بالنظر للعشوائيات التى كان يحيا فيها العديد من المواطنين وأصبحوا الآن يعيشون في مجتمعات عمرانية يليق أن يعيش فيها الإنسان المصري بعد أن كانوا يعيشون في أماكن غير أدمية.
وأشار إلى أن الطريق مازال طويلًا، وأن الدولة بالتحالف مع الشعب سيتم استكمال المسيرة، ليحقق المصريون الكثير من الأمنيات والأحلام المشروعة من أجل حياة أفضل ليصنعوا مصر المستقبل في ظل الجمهورية الجديدة التي تؤمن بالإنسان المصري وبقيمته وحقه.
من جانبه، أكد الأنبا باخوم المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر أن ثورة 30 يونيو هي ثورة استرجاع الهوية المصرية، وأن الهوية المصرية قبل ثورة 30 يونيو كانت قد بدأت تنحرف وتبتعد عن مسارها، لكن استطاعت هذه الثورة استرجاع الشخصية والهوية المصرية.
وقال الأنبا باخوم -لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن ثورة 30 يونيو كانت رد فعل للعديد من الأمور التى كانت تسير عكس الاتجاه، وأنه تم استرجاع مكانة مصر وسط كل دول العالم، مع استعادة قيمة المواطنة واحترام حقوق الإنسان، وأنه في ثورة 30 يونيو تم استعادة الأمن والاستقرار في كل ربوع مصر.
وأضاف أن مصر أمامها العديد من التحديات الاقتصادية وأنه يثق في أن الحكومة المصرية تعمل على الخروج من هذه الأزمات وهى قادرة على ذلك.
بدوره، أكد المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في مصر، إنه عندما بدأت ثورة 30 يونيو كانت الكنيسة جزءًا لا يتجزأ من الحراك الشعبي، حيث شارك المصريين المسيحيين بشكل فعال في المظاهرات، مطالبين بالتغيير والحرية.
وقال الدكتور سامي فوزي، إن مشاركة المسيحيين كانت تعبيرًا عن رغبتهم في مجتمع يحترم حقوق الجميع ويضمن الحرية الدينية وذلك لوجود تخوفات حقيقية من تصاعد التمييز والعنف الطائفي.
وتابع قائلًا، إن ثورة 30 يونيو 2013 حدثًا محوريًا أثر بشكل كبير على كافة مناحي الحياة في البلاد، كانت الثورة بمثابة فجر جديد أضاء طريق الأمل بعد سنوات من القلق والخوف، وخرج الملايين من المصريين إلى الشوارع وأدت إلى سلسلة من التحولات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية التي ما زالت آثارها حتى اليوم.
ونوه مطران الكنيسة الأسقفية إلى أنه من أولى نتائج ثورة 30 يونيو هي تولي حكومة مؤقتة بقيادة عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، تبع ذلك انتخابات رئاسية جديدة في عام 2014، فاز بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلى الرغم من التحديات، سعى النظام الجديد إلى تحقيق استقرار سياسي وأمني.
وأشار إلى، أن القيادة الجديدة أكثر تفهمًا لمخاوف المسيحيين وأظهرت دعمًا واضحًا للكنيسة، وأجرى الرئيس السيسي عدة زيارات للكاتدرائية القبطية الارثوذكسية، مؤكدًا على دعمه للوحدة الوطنية واحترامه للحرية الدينية، كما أن الحكومة الجديدة اتخذت خطوات جادة لمحاربة الإرهاب والعنف الطائفي، مما أعاد الثقة إلى المجتمع المسيحي.
وذكر "فوزي"، أن جهود الكنيسة ازدادت في المجال الاجتماعي والخيري، حيث أصبحت تلعب دورًا أكبر في دعم المجتمعات الفقيرة والمهمشة، وقامت الكنيسة بدور فعال في توعية المسيحيين وتشجيعهم على المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، كما شاركت الكنيسة في جهود المصالحة الوطنية، وسعت لتعزيز الحوار بين الأديان والطوائف المختلفة وذلك من خلال الحوار الديني والفعاليات المشتركة بين الأزهر الشريف والكنائس المصرية.
وأوضح المطران فوزي، أنه رغم التحولات الإيجابية التي شهدتها مصر بعد ثورة 30 يونيو، إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه المجتمع المصري، تشمل هذه التحديات تحسين الوضع الاقتصادي، ولا شك أن ثورة 30 يونيو كانت نقطة تحول هامة في تاريخ مصر الحديث، وأثرت بشكل عميق على جميع جوانب الحياة في مصر، ورغم التحديات المستمرة، تبقى الآمال كبيرة في بناء مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا لجميع المصريين.