"رزق" السينما المصرية!!

"رزق" السينما المصرية!!د. هبة سعد الدين

الرأى1-7-2024 | 17:30

اقترب الجزء الأول من " ولاد رزق " من الثلاثين مليون وذلك بمقياس وقته صدارة الشباك ، والثانى تجاوز المائة مليون وتصدر ، وهاهو الثالث يقترب من المائتى مليون جنية فى مصر وسيتجاوزها بكثير ، وسيضيف لها المزيد من الملايين من خارجها، وبذلك سيتجاوز فكرة "الملايين" وتصبح ايراداته فلكية بحساب فرق العملة وثمن تذكرة السينما فى خارج مصر، ليكون الأول الذى من المستحيل تجاوزه!! ،

تلك الصدارة تعنى شيئا واحدا ، الجمهور يريد "عز" مهما قدم وتنوعت أدواره وطبيعة الاعمال ، فهو الأول فى تحقيق تلك الصدارة فى شباك التذاكر ، وتجاوز المائة مليون جنيه ، والمفارقة أنها من خلال افلام : الممر/ العارف / كيرة والجن / ومعهم ولاد رزق !!

وكأنها صداقة مع ما يقدمه مهما كان , حتى لو كان من بينهم " ولاد رزق " الذى يجمع فى حالة واحدة كل "مرفوضات" محمد رمضان!! الذى عادة ما يواجه وحده بالانتقادات مهما اختلف اختياره وتعددت أدواره!!

فبالعودة إلى لغة الأرقام ستتضح المفارقة التى تجعل جمهور "رمضان" شريحة محددة ليست بالقليلة ولكنها كذلك ليست المتصدرة ، وهى تنتقى فى ذات الوقت ما تقبل عليه ، ولاتكتفى بمجرد وجوده لتتأرج أرقامه ويتم سحب آخر أفلامه "ع الزيرو" بعد عدة أسابيع!!!

ذلك مايحيلنا فى ذات الوقت إلى "اتقان" اختيار عز للحالة التى سيظهر فيها ، فهو ثائر ومناضل ووطنى وعميل مخابرات بامتياز ، وعندما يدخل عالم الجريمة يدخله بذات الاتقان ليقبل عليه جمهوره ،ويتقبل منه فى الخفايا "الحالة الرمضانية" ، لذلك استطاع أن يتجاوز بإيراداته مع "ولاد رزق" ، فالجريمة الأكشنية كانت سمة مميزة على مدى الثلاثة أجزاء ، وها هي تتصدر أكثر وأكثر بعد أن "غرفت" من أموال الترفية ، وتصبح الأضخم انتاجا و تسويقا و ايرادات، وكل ذلك بأيادى مصرية من أجل خاطر "السعودية "، الذى تردد اسم مهرجانها وبوليفارها ولم لا وهو مكان الجريمة ؟؟ والذى لم يعرفه المصريون سوى من خلال برنامج رامز جلال الذى عادة ينال ما ينال بصورة معتادة ويتصدر المشاهدات كذلك بلغة الأرقام.

ففريق العمل المكرر حيث الكاتب صلاح الجهينى والمخرج طارق العريان ، ولاعبهم الأساسى القادر على تمرير أى شىء للجمهور أحمد عز فى الصدارة، ومن حوله يدعمون ذلك ، فالأخوة بزعامته يعرفون الطريق جيدا، والخطة محددة وكل شىء مدروس وبالتالى الأهداف يتم تحقيقها ، فصدارة الشباك أو تجاوز كافة الإيرادات السابقة وانشاء صورة جديدة ل "المملكة" بمهرجانها وأماكنها المبهرة جوانب منها ، ووجود "ولاد رزق" بهذه الصورة كذلك جانب من الأهداف، وعالم "النساء" الهامشى الذى يجمل الصورة ويدخل بعض "المناظر" على "القصة" ليجمع الفيلم بينهما ويحقق المزيد من المتعة التى تخفى فى تنفيذ معاركها ومطارداتها الكثير ،إنهم "ولاد رزق" لم يختلف عالمهم بأى صورة فى الجزأين الأول والثانى ، ولم يبتعدوا عن المخدرات والجريمة وعلاقاتهم بالمرأة ، فلِم يختلفون فى جزئهم الثالث؟ هل كان من المتوقع أبناء آخرين هداهم الله بعد أن نالهم من "الترفيه" الملايين ، على خطى التوبة ما دام المال قد حضر؟؟
لقد أتى بهم الترفية وهو يدرك ما يريد وقد حققه .

أضف تعليق