​​لواء دكتور سمير فرج يكتب: شخصيات.. شخصيات

​​لواء دكتور سمير فرج يكتب: شخصيات.. شخصيات​​لواء دكتور سمير فرج يكتب: شخصيات.. شخصيات

*سلايد رئيسى22-11-2018 | 15:35

على مدار حياتي العملية، تقاطع طريقي مع العديد والعديد من الشخصيات، ممن أثروا حياتي، وتركوا بصماتهم في وجداني، وصقلوا خبراتي، ولم يبخلوا بتقديم يد العون والمشورة في جميع الأوقات. التقيت الكثير من تلك النماذج الناجحة، والمشرفة، ممن لا تتسع مساحة ذلك المقال لحصرهم، فاخترت عدد منهم، لأذكر القليل مما أسدوه إليّ، وأنا أعلم مقدماً أني لن أفيهم حقهم، ولو تحدثت عنهم في كل يوم ولحظة.

الفريق صفي الدين أبو شفاف

رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، الذي رحل عنا منذ عدة شهور ... كان ابناً من ابناء صعيد مصر، ومن أعظم من تولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ الجيش المصري. كان، رحمة الله عليه، مثلي الأعلى في العسكرية المصرية، ومثل أعلى للكثيرين غيري. ضرب مثلاً في النزاهة والاعتداد بالنفس، عندما ابتعث إلى فرنسا، لمدة عامين بصحبة أسرته، وبعد شهر من انتظامه فيها، تبين له أن تلك البعثة أقل من مستواه العلمي، فأعتذر عنها، وعاد إلى أرض الوطن. هو الوحيد الذي اعتذر عن تولي أية وظيفة، بعدما ترك مقعده كرئيس لأركان حرب الجيش المصري ... كان عظيما في علمه، ورجولته، وعسكريته، وأدائه، رحمه الله.

الوزيرة فايزة أبو النجا

المرأة الحديدية الحقيقية، التي تصدت للولايات المتحدة الأمريكية، بكل شجاعة، رافضة، ومانعة، التمويل الخارجي الأمريكي، للجمعيات الأهلية، لما يحتويه من الكثير من الشبهات، فصارت العدو الأول لأمريكا في مصر، في عهد الرئيس أوباما، ولم تأبه، أو تهتز لذلك. لولا دعمها للأقصر لما شهدت المحافظة، كل ما شهدته من التطور، بشهادة المؤسسات الداخلية والخارجية. ومنذ ثلاث سنوات، تلقيت دعوة من الاتحاد الأوروبي، لتكريمي خلال مؤتمرهم السنوي، عن إعادة فتح طريق الكباش، باعتبار الاتحاد الأوروبي شريكاً في تنمية الأقصر، بمجهودات العظيمة فايزة أبو النجا، وهناك شهدت وسمعت عبارات الحب والاحترام والتقدير من 27 وزير من دول الاتحاد الأوروبي للوزيرة فايزة أبو النجا، التي أطلقت اسمها على أحد شوارع الأقصر، كنوع من أنواع التقدير، وإن كان ذلك لا يفيها جزء من حقها.

الفنانة نادية لطفي

عرفتها، وأحببتها، عن بعد منذ الصغر، كفنانة مصرية كبيرة، أثرت السينما المصرية بموهبتها، وخطفت قلوب المصريين بجمالها، وازداد حبي واحترامي لشخصها، عندما تعرفت عليها، عن قرب، أثناء وجودها معنا، أثناء حرب الاستنزاف، في الخندق الأمامي، تجلس معنا، وتتناول الطعام مع جنود كتيبتي، كنوع من أنواع الدعم المعنوي لقواتنا المسلحة. وامتدت علاقتي بها وأنا مديراً للشئون المعنوية، فلم تتوان، أو تتأخر يوماً، عن المشاركة في أي حدث يخص القوات المسلحة المصرية، وقدمت جهداً كبيراً من خلال رسائل التوعية التي كنا نرسلها لأفراد القوات المسلحة. هي في الحقيقة فنانة عظيمة، وإنسانة وطنية، لها في قلوب المصريين، وأنا منهم، كل الحب والاحترام.

اللواء ممدوح الزهيري

صديق عمري، الذي يؤلمني ألمه، وهو راقد الآن في مستشفى المعادي العسكري، أتمنى له السلامة والشفاء. ليس صديقاً فحسب، وإنما أنظر له، دائماً، كقدوتي لتميزه في القوات المسلحة المصرية. يعود للواء ممدوح الزهيري ومعه اللواء مصطفى عفيفي، الفضل، بعد الله سبحانه وتعالى، في وجود مدينة شرم الشيخ العظيمة ... لذلك سيظل دوماً رمزاً للعطاء العسكري، والمدني لمصرنا الحبيبة.

المهندس أمين أباظة

وزير الزراعة الأسبق، صاحب أهم قرار لمحافظة الأقصر، بموافقته على تحويل منطقة الحوض 18 الزراعية، إلى أرض مباني لأهالي الأقصر، مما ساهم في إيقاف زحف الأهالي للبناء فوق أراضي الآثار. والحقيقية أن مصر، في هذه الأيام، تحتاج لأمثال المهندس أمين أباظة، ممن لا يخافون لومة لائم عند اتخاذ القرارات الهامة لصالح البلد، دون أن ترتعش أيديهم.

الشيخ محمد الطيب

رئيس المجلس المحلي للأقصر، والذي أدين له، ولأخيه، فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بكثير من الفضل، لما قدماه لي من عون، مكنني من النجاح في نقل 3250 أسرة، في البر الغربي، من مساكنهم التي شيدوها، عشوائياً، فوق 950 مقبرة فرعونية، إلى منطقة "القرنة الجديدة"، في ثاني أكبر عملية تهجير في تاريخ مصر، بعد نقل سكان النوبة. أدعو لك اليوم أن يتم الله شفاءه لك، وأن تخرج معاف من مستشفى وادي النيل، وأكرر شكري وتقديري لشخصك، ولجهدك، وكل العاملين معك في المجلس المحلي للأقصر، في معاونتي لتطوير الاقصر.

الشاعر مصطفى الضمراني

قدمت أحلى وأجمل الأغاني في حب مصر، ورسخت قيمة إيثار الوطن بكلماتك في أغنية "متقولش إيه اديتنا مصر"، ولا أنسى تعاونك معي، أثناء تنظيم احتفال القوات المسلحة المصرية بمرور 25 عاماً على حرب أكتوبر 1973، فمازالت كلماتك في أوبريت "البركان"، تتردد في أذناي ... أنت أيقونة الأغنية الوطنية المصرية.

رجل الأعمال معتز الألفي

لا أنسى مساهمتك بألف جهاز تابلت لمدارس الأقصر، إيماناً منك بخطة تطوير المحافظة، والتي كانت العملية التعليمية أحد أضلاعها، فكان ذلك أول ظهور للأجهزة الحديثة في مدارس مصر. ولا أنسى تأسيسك لمركز تدريب المدرسين في الأقصر، لرفع كفاءتهم، فكانت تجربة ناجحة لطلاب ومدرسي المحافظة، فبدأت وزاره التربية والتعليم في تعميمها، بعد عشر سنوات.

الدكتور مجدي يعقوب

لم تحفر اسمك في قلوب المصريين فقط، بل في قلوب العالم أجمع، الذين زاد احترامهم لك عندما رفضت ان تتنازل عن جنسيتك المصرية، مقابل الحصول على لقب "سير" في المملكة المتحدة، مما دفع بريطانيا لتغيير قوانينها، لتسمح لحامل الجنسية المزدوجة، أن يُمنح لقب "سير". تركت الأضواء والمجد في إنجلترا، وعدت لتبني مستشفى مجاني لقلوب الأطفال في أسوان، والآن تبني مستشفى جديدة في القاهرة الجديدة، فأصبحت مثلاً وقدوة لمن يعي من شباب مصر ... فاسمح لي أن ألقبك "المواطن المصري الأول".

Email: [email protected]

    أضف تعليق

    المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2