«البريكست» والحرب التجارية بداية لعصر اقتصادي جديد
«البريكست» والحرب التجارية بداية لعصر اقتصادي جديد
كتبت : بسمة المنزلاوي
يشهد العالم مؤخرا حدثين اقتصاديين عالميين في غاية الأهمية سيعيدان تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي أولهما حرب التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتصاعد وتيرة الحمائية الأمريكية ضد الصادرات الصينية في مقابل تزايد صادرات الصين وإنتاجها وغزوها للأسواق العالمية .
والثاني هو " البريكست " أو Britain exit المقرر تنفيذه خلال أربعة شهور تحديدا في مارس القادم ، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يأتي هذا بعد مرور أكثر من ٢٥ عامًا علي الاتحاد ويتوقع أن يكون له تداعيات كبيرة على اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي .
يأتي هذان الحدثان الاقتصاديان ليرسمان خريطة جديدة للاقتصاد العالمي و يؤثران بشكل مباشر على تزايد السيطرة والهيمنة الصينية ، حيث أكد تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية أن الاستثمارات الصينية في أوروبا قد بلغت نحو ٣١٨ مليار دولار و الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية بلغت ٢٩ مليار دولار بعد أن كانت ٤٦ مليار دولار في ٢٠١٦ .
ومن المتوقع أن يهدد " البريكست " المكانة الاقتصادية الأوروبية وإن كان البعض يراهن علي قوة الاقتصاد البريطاني الذي سيمكنه من الصمود و الحفاظ على مكانته بعد الانفصال خاصة أن ٨٨٪ من تجارة بريطانيا مع دول خارج الاتحاد و ١٢٪ فقط من تجارتها مع دول أوروبية .
غير أنه يتوقع أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة لدول أوروبيةعلي رأسها ألمانيا وأيرلندا وبلجيكا وقبرص ولهم علاقات اقتصادية كبيرة ببريطانيا ،كما أن هناك تخوفًا من أن تحذو العديد من الدول الأوروبية حذو بريطانيا وتقوم بإعلان انفصالها عن الاتحاد واحدة تلو الأخرى .
وهو ما يصب كله في النهاية في مصلحة التنين الصيني والذي يتوقع له أن يقود الاقتصاد العالمي الجديد ويعني مزيدًا من السيطرة والانفراد علي الساحة الاقتصادية مع تراجع القوى الاقتصادية الأمريكية والأوروبية .