بدأت قصة نقل كسوة الكعبة من مصر إلى بلاد الحجاز ب المحمل في عهد المماليك ، حيث كان المحمل يطوف القاهرة قبل التوجه إلى الحجاز ، وسط مظاهر احتفال عارمة من المصريين.
وكانت تصنع الكسوة الشريفة فى مصر بمنطقة الخرنفش حتى تم نقلها إلى ميدان محمد علي فسار أمامها بلوكان من أورطة المشاة التاسعة بموسيقاها وعلمها وتبعت الجماهير هذا الموكب الفخم حتى الميدان.
ويعد الملك اليمنى أسعد تبع أبى كرب ملك حمير، هو أول من كسا الكعبة المشرفة بشكل كامل فى العام 220 قبل هجرة النبى (صلى الله عليه وسلم).
ثم أخذت قريش فيما بعد تتولى هذه المهمة وكانت تقسم أموال كسوة الكعبة على بطونها الكبرى باعتبار أن الكعبة كانت رمزًا دينيًا يجلب لهم الحجيج من جميع أنحاء الجزيرة وينشط كذلك حركة التجارة ويحفظ لقريش مكانة دينية دونها أى مكانة أخرى، وكان ذلك يتم فى يوم عاشوراء. وبعد فتح مكة وفى أول عام يحج المسلمون فى العام التاسع من الهجرة، أصبحت كسوة الكعبة مهمة بيت المال فى المدينة المنورة .
وقد صف كثير من الرحالة الذين زاروا مصر خروج كسوة الكعبة من مصر كابن بطوطة وناصر خسرو وغيرهما ومن أهم المشاهد التى سجلتها نصوص الرحالة والمؤرخين أيضًا صورة المحمل أو قافلة الحج عبر عصورها المختلفة، إذ تعتبر تلك النصوص من أكثر المصادر التى حفظت لنا تفصيلات دقيقة عن المحمل و كسوة الكعبة فيذكر لنا الرحالة ابن بطوطة عن هذا المشهد المهيب وكيفية خروج المحمل المصرى من القاهرة فى حضور أرباب الدولة: يوم المحمل هو يوم دوران الجمل وهو يوم مشهود حيث يركب القضاة الأربعة ووكيل بيت المال والمحتسب ويركب معهم.