كان زين يتصفح أحد المواقع الإخبارية الشهيرة عبر الإنترنت من خلال هاتفه، عندما فاجأته صورة لإحدى العمارات السكنية يسيطر على شكلها الخارجى العشوائية، الألوان المتداخلة المنفرة، الشرفات المتلاصقة كانت الصورة بحق نموذجا للقبح فى كل شيء، وما أثار حنق الشاب الصغير أن الصورة جاءت فى خبر تحت عنوان «بناء سكنى فى أحد الأحياء الشعبية فى القاهرة»، غضب زين لم يكن فرديا، إذ تذيل الخبر عشرات بل مئات التعليقات الغاضبة من مصريين وبعض العرب يرون أن مصر أجمل من أن تكون تلك العمارة بقبحها فى شوارعها.
غضب زين لم يستمر طويلا، فمع استمرار تصفحه، قرأ أنه بالتفتيش عن أصل الصورة تبين أنها منشورة فى حساب المصمم والمعمارى المصري، حسن رجب، منذ فبراير الماضى على صفحته فى إنستجرام، ضمن مجموعة تصميمات أخرى تظهر أبنية سكنية شعبية ضخمة، مولدة باستخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن مواقع عدة تأخذ هذه الأعمال وتنشرها على أنها صور حقيقية.
تعريف الذكاء الاصطناعى التوليدي
و الذكاء الاصطناعى التوليدي، وفقا لـ الأمم المتحدة هو البرنامج الأكثر تطورا من تقنية الذكاء الاصطناعى التقليدي، فيمكنه أن يجعل الصور والأشياء وحتى الأشخاص، تبدو وكأنها حقيقية نابضة بالحياة ولكنها مزيفة «مولدة»، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعى التوليدى فى العديد من الأغراض الصناعية والاستثمارية والتجارية، والتنموية، بإدخال كم هائل من البيانات تعمل بالتقنية الحديثة، على مراجعتها ودراستها وتحليلها، وتقديم الحلول للقضايا المعقدة وتحديد استراتيجية للعمل أو للخروج بمنتج فنى أو تجارى أو حتى إجرامي، يمكنه سرقة الهوية والابتزاز مرورا بالأغراض المناهضة للديمقراطية عبر نشر الأخبار المزيفة، ما يتطلب وضع استراتيجيات حول كيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة.
وأبدت مصر اهتماما كبيرا بـ « الذكاء الاصطناعى التوليدي»، على الرغم من حداثته، فضمنته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى برامجها؛ لتنمية القدرات وتأهيل الشباب لسوق العمل، من خلال مبادرات «أجيال مصر الرقمية»، كما أكد د. عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فيما تظهر بيانات تقرير عالمى حديث، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت زيادة سنوية بنسبة 861% فى معدلات التسجيل فى دورات وبرامج الذكاء الاصطناعى التوليدى على إحدى المنصات التعليمية العالمية، فى حين شهدت مصر زيادة سنوية ملحوظة بنسبة 585%.
اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا