"ديزني" مصري "قلبًا وقالبًا"

"ديزني" مصري "قلبًا وقالبًا"د. هبة سعد الدين

الرأى9-7-2024 | 16:44

تعلمت "ديزني" وأخواتها، من شركات أفلام الكارتون الدرس جيدًا من سنوات مقاطعة اللهجة المصرية "العشر"، والاكتفاء بالفصحى في دبلجة الأفلام منذ عام 2012 وحتى 2022، ليتوالى انتصار اللهجة المصرية الكارتونية.

فها هو فيلم الكارتون "قلبًا وقالبًا" بجزئه الثاني أو "inside out 2"، تقف نسخته المصرية جنبًا إلى جنب مع الأخريات في اعتراف بالفشل الذي استمر في تلك السنوات العجاف الكارتونية، فالفيلم الذي بلغت ميزانيته مائتين مليون دولار، وتصدر افتتاحه على مستوى العالم واقتربت إيراداته من الثلاثمائة مليون دولار، وأكدت شركة ديزني الأم، إنه أقوى افتتاح لفيلم رسوم متحركة على الإطلاق، تتجاوز من خلاله ديزني خطأ "عشرية المقاطعة" التي شهدت الشجب والغضب والهاشتاجات المطالبة بعودة اللهجة المصرية، والفشل الذي حققته أفلامها المدبلجة بالفصحى، والذي اضطرها إلى إعادة دبلجة بعضها مرة ثانية بـ اللهجة المصرية.

فها هي، ديزني وأخواتها، تعود للأحضان المصرية، فمن يمكنه تجاوز التاريخ الذي اقترب من نصف قرن، عندما كانت سنووايت عام 1975، بصوت الراوي عبدالوارث عسر وغناء د. رتيبة الحفني، تلك البداية القوية صنعت حالة مصرية بخصوصية، واستمرت مع السمكة دوري الشهيرة، بـ عبلة كامل والمباراة بين يحيى الفخراني وأحمد بدير وقد صار كل منهم "لعبة"، والتألق لـ سامي مغاوري مع محمد هنيدي و(شركتهم المرعبة)، والكثير من الأفلام التي جعلتها الحالة المصرية واقعًا له خصوصيته ومتعته؛ حتى أن التقدير عن كافة النسخ التي أدت شخصية "سكار" في فيلم "الأسد الملك"؛ حصل عليها الفنان عبدالرحمن أبو زهرة!!

فالدبلجة بـ اللهجة المصرية لم تكن مجرد أداء صوتي؛ بل تفاصيل وملامح للشخصيات جعلتها قريبة من قلب الكبير قبل الصغير؛ لذلك عشق الجميع شخصيات ديزني حتى أن تغيير الممثل في بعض أجزاء الأفلام كان يسبب الكثير من الإزعاج، فما بالنا بغياب الكلمات والإفيهات والتعبيرات والضحكات التي حولت الشخصيات الكارتونية إلى كائنات مصرية من "دم ولحم".

ويكفي المقارنة، بين نجاح (كورتي البعبع وشلبي وروز) في "شركة المرعبين"، وإخفاق "جامعة المرعبين"، الذي يرفع شعار "هذا جزاء من يترك اللهجة المصرية"، لقد تمت المقاطعة بعد شراء قناة الجزيرة حقوق بث الأفلام شرط دبلجتها بالفصحى، فتصدر بعد ذلك هاشتاج " ديزني لازم ترجع مصري" سنوات وسنوات، والمفارقة أن الذي بدأه 5 شباب من الدول العربية؛ أحدهم قطري!!! وها هي تعود.

أضف تعليق