بالصور: موعد مع أشباح الضحايا في  متحف التعذيب

بالصور: موعد مع أشباح الضحايا في  متحف التعذيببالصور: موعد مع أشباح الضحايا في  متحف التعذيب

*سلايد رئيسى30-3-2017 | 00:29

  • أسطوانة المعصرة تضغط تدريجيا على الرأس لتهشيم الجمجمة.
  • الروس تفننوا في  البطش بالمساجين في عهود القياصرة  وستالين
  • "الفشخة والخازوق"  اختراع سيكوباتى للتلذذ بصرخات الضحايا
  • المقص المقوس آلة تعذيب العصور الوسطى للنساء فقط
  • الخنفسه الجائعة تلتهم رأس الضحية من ثقوب الطاسة الحديدية

تحقيق: ياسرالبحيرى

فور دخولك هذا المكان .. سوف تطارد أذنيك آنات وصرخات الضحايا، وتقفز أمامك هياكل عظمية وأشلاء قتلى .. احترس أنت على موعد مع الأشباح في أول متحف لأدوات التعذيب بالشرق الأوسط ..

ليست رغبة منه في إثارة الهلع، لكنها رحلة بحث قطعها د. محمد عبد الوهاب حول العالم، ليجمع دلائل الإدانة  لحفلات قطع الأطراف والأعناق بآلات وحشية عبر التاريخ ، وحين تنتهي زيارتك للمتحف، سوف يتولد لديك يقين بأن أكثر مشاهد التعذيب السينمائية بشاعة لا ترقى إلى حفلات تعذيب المعارضين والخارجين على القانون على مر العصور... فكرة المتحف استقرت منذ سنوات في وجدان صاحبها، وحفزته إلى التنقل من بلد لآخر، ليكمل  مقتنيات متحفه الخاص بأدوات التعذيب، ليأتى شاهدا على جرائم  ضد الإنسانية مورست على مدى التاريخ،  وتوفرت لدي صاحب المتحف معلومات وافية عن كيفية استخدام هذه الأدوات التى تتساقط منها دماء المجرمين والأبرياء، وتعرضهم لأبشع صنوف التنكيل من أجل انتزاع اعترافاتهم بجرائم أو التخلص من المعارضين لحكامهم.

تفاصيل الرحلة

 يلفت د. عبد الوهاب إلى تفاصيل رحلته المضنية فى البحث عن تاريخ أدوات التعذيب من خلال الكتب القديمة، والسير التراثية والشعبية، وارتياده معرض كبير في مدينة أمستردام بهولندا، وهناك عثر على ضالته، واقتنى  العديد من الأدوات الأصلية والنادرة. وكانت روسيا أهم محطاته، وفرصة لباحث يفتش عن تاريخ مظلم لجرائم تراكمت في عهود الحكومات الديكتاتورية، وتلذذ جلادوها في تعذيب الضحايا، ومن تسول لهم أنفسهم معارضة تلك  الأنظمة السادية، والقارئ لتاريخ القياصرة أو روايات الأدباء الروس، سيدرك أن مرحلة ما قبل الثورة البلشفية، وقيام الاتحاد السوفييتي، كانت مليئة بشتى أنواع القهر والظلم والاستبعاد، ولعل البعض يرى أن النظام الشيوعي لم يخلو من سلبيات وقمع للمعارضين، وخاصة العهد الستالينى.

   لم يكتف  د. عبد الوهاب باقتناء الأدوات " الروسية" المستخدمة في التعذيب قديما، بل واصل رحلته لاقتناء ما تم استحداثه لتعذيب المساجين والمعتقلين داخل أقسام الشرطة وفى السجون على مستوى العالم، وأشهر تلك الأدوات الحديثة هى الصواعق الكهربائية.

معصرة الرأس

 في جولتنا بالمتحف، كانت هناك مئات القطع شاهدة على عصور البربرية، وبينما نتابع التحرك القلق والمثير للرهبة، قال د. عبد الوهاب: لازال المتحف ينقصه الكثير، وأسعى لاقتناء أكثر من ألف قطعة أخرى. وعن طقوس التعذيب، قال صاحب المتحف أن هناك شروط  صارمة لاختيار الشخص المكلف بالتعذيب، وكان يكافأ إذا أحسن إطالة مدة التعذيب، بل يعاقب إذا مات من يقوم بتعذيبه خلال فترة وجيزة، مرجحاً أن أشد الأدوات إجراما كانت تستخدم فى الغرب إبان العصور الوسطى.

 وكان  لعالمنا العربي أدواته المميزة للتعذيب، ومنها «الكرباج» أكثر الأدوات التعذيبية شيوعا وأيضا العديد من أنواع «العصيان» مثل «الخرزانات» و «الشوم».

المثير أن بعض الدول العربية ابتكرت أنواعا أخرى مثل ترك المعذب أكثر من ثلاث أو أربع ليالٍ بدون نوم من أجل تدمير جهازه العصبي، أو وضعه فى غرفة درجة الحرارة فيها منخفضة جدا أو دلق مياه الصرف الصحي في أرضيات «الزنازين». وتجريد المتهم من ملابسه بالكامل أو وضع أعقاب السجائر المشتعلة فى أماكن حساسة فى جسده.

ومن أقسى أدوات التعذيب التي تلفت انتباهك بالمتحف، آلة حديدية تشبه معصرة البرتقال القديمة أو آلة مطحنة البن ولكن بحجم كبير، حين تراها يعتريك الهلع وتتزايد ضربات قلبك، والأكثر إثارة  أن الدكتور عبد الوهاب صاحب المتحف أصر قبل الحديث عنها، بأن يقوم بدور الشخص المكلف بالتعذيب، وطلب من كاتب السطور أن يضع رأسه داخل الآلة!

كان المغزى من تمثيل هذا المشهد المخيف، هو استحضار مشاعر الرعب في عيون وأوصال الضحايا المرتعدة قبل دوران الآلة الوحشية واعتصار رؤؤسهم، حيث يستمر القائم بالتعذيب فى لف اسطوانة المعصرة للضغط تدريجيا على الرأس، حتى يتم كسرها تماما.

"الخنافس الجائعة"

لم تكن «الخنفسة» أقل وحشية  من "معصرة الرأس"، بل اختراع لشخص سيكوباتى يتلذذ بخيال مريض للتنكيل بضحاياه، والاستمتاع بصرخاتهم وأناتهم التي سرعان ما تخفت من هول أشد أنواع التعذيب شراسة وإجراماً.

 يقول د. عبد الوهاب إن «الخنفسة» أسلوب تعذيبي كان سائدا في فترة الحكم الأيوبى، ويثير الرعب في أشد القلوب جرأة وجسارة لدى عتاة الإجرام، وتبدأ المراسم بحضور المحكوم عليه حليق الرأس،  ويأتون بطاسة «خوذة حديدية» توضع على رأسه ،ولهذه الخوذة غطاء تتخلله بعض الثقوب.

وبعد تجهيز الضحية، يوضع عدد من الخنافس- الحشرة السوداء قبيحة المنظر- وعندما تجوع تبدأ بالتهام فروة الرأس، مما يصيب السجين بنوع من «الهياج العصبي" جان»، وحين تنتهي  الحشرات الجائعة من التهام فروة الرأس تثقب عظام الجمجمة وتبدأ بالتهام المخ.

وتتابع آلات التعذيب، ولكل أداة حكاية وتاريخ ، ومنها آلة النفخ التي كانت شائعة لفترات طويلة عبر التاريخ وحتى الوقت الحالى، حيث توضع الآلة في فتحة الشرج ثم تسد الفتحة ويقوم المعذب بالضغط عليها مما يحدث انتفاخًا للمجرم ثم يتم تشريط الحواجب بآلة تقطيع أخرى مثل السكاكين «والأمواس» فيخرج الهواء مصحوباً بالدماء حتى طلوع الروح.

"الفشخة والخازوق"

وفى أحد أركان متحف الرعب، استوقفتنا آلة أخرى،  وسألنا عنها د. عبد الوهاب فأوضح أنها "الفشخة" وتستخدم بطريقتين: الأولى أن يوثق الضحية بأربعة خيول ويذهب كل حصان فى جهة، والطريقة الثانية أن يربط الشخص بين عمودين ورأسه إلى أسفل ثم يأتون «بمنشار» يدوى ويقطع المعذب إلى نصفين! أما «الخازوق» أو «الخزوقة» فهو الآلة التعذيبية البشعة، وتحفظه الذاكرة الشعبية في الملاحم والحواديت، ولكن د. عبد الوهاب يوضح ،ن هذه الآلة استخدمت لأول مرة في عهد المماليك، وطورها العثمانيون فيما بعد، حتى أصبح للخوازيق أنواع وأشكال، وأشهر من تم إعدامه بواسطة الخازوق هو سليمان الحلبى الذى قتل قائد الحملة الفرنسية «كليبر». ولفت انتباهنا مقصا  مقوساُ ذا حجم كبير، وهو آلة تعذيب للنساء فقط، ويستخدم فى قطع ثدى المرأة، وهذه الآلة هى شاهد عيان على أكبر جريمة ضد المرأة على مر التاريخ، فهي من أشد أنواع الآلات قسوة، واستخدمت لأول مرة في محاكم التفتيش  خلال العصور الوسطى بأوروبا وكانت فرنسا وأسبانيا أكثر الدول إستخداماً للمقص المقوس.

انتهت الجولة في متحف التعذيب، ولم تغادرنا مشاعر الهلع وأصداء لأنات الضحايا، وخيالات أشباح تسيل منها الدماء،  وأكد د. عبد الوهاب وهو يودعنا  أنه سينظم معرضا لأدوات التعذيب ليكون الأول من نوعه فى العالم والشرق الأوسط، ليكون شاهداً على حفلات التنكيل بالمساجين عبر العصور مشيراً إلى وضع ديكورات  موحية ودماء طبيعية على الأقمشة، ليشعر الزائر بأنه فعلاً يعيش فى تلك الأزمنة، والاستعانة بمؤثرات  ضوئية وصوتية لصرخات المعذبين، وزئير أسود ونباح كلاب تلتهم الضحية!!

[gallery type="slideshow" size="large" ids="20696,20697,20698,20699,20700,20701,20702,20703,20704,20705,20706,20707,20708,20709,20710,20711,20712,20713,20714"]
أضف تعليق