تُبنى الأوطان بالإنتماء اليها والحفاظ عليها والعشق لما فيها والجد والاجتهاد لعمارتها استجابة لأمر الله جل وعلا ، كما تُبنى بإخلاص النية فى الأقوال والأعمال ، وتُبنى بالعلم النافع والمعرفة المفيدة ، وتُبنى عند تَبنى ثقافة الإتقان فى العمل ، وتُبنى بالحفاظ على المقدرات والغيرة على الثوابت وإنكار الذات وعدم العمل بالأنانية وثقافة أنا وبعدى الطوفان وتُبنى بعدم تفعيل مبدأ الغاية تُبرر الوسيلة والإيمان بأن الغاية الشريفة لا تبررها الا الوسيلة الشريفة و تُبنى الأوطان بالمصارحة والمكاشفة والصدق وتُبنى عند نبذ الشللية والإنتفاعية وتُبنى عندما يُقال لمن أحسن أحسنت ومن أخطأ يُقال له أخطأت ، و تُبنى بتحقيق العدل على الكبير والصغير والقوى والضعيف والغنى والفقير فلا يُبنى الوطن بتقديم التافهين وتأخير النابهين ، ويُبنى الوطن إذا وُضِع الرجل المناسب فى المكان المناسب ويُبنى عند غياب مبدأ الوساطة وانحسار المحسوبية و تُبنى الأوطان بقبول الفكر البناء ، وعندما نؤمن بأن الاختلاف فى الرأى لايفسد للود والوطن قضية . ويتم البناء عند تغليب المصالح العامة للوطن على المصالح الشخصية للأفراد ، وعند تبنى سياسة الإتفاق ونبذ سياسات التفرق والاختلاف ، ويُبنى الوطن بسياسة إعلامية بناءة تدعوا الى تعظيم عوامل الانتماء وإعلاء قيم البناء والتعمير وتحجيم أفكار الهدم والتدمير وتطوير الخطاب الإعلامى الداعى للتنوير و نشر القيم والمبادئ المجتمعية وتعميق المواطنة ، كما تُبنى الأوطان بالتخطيط الجيد والتنظيم المتقن والتوجيه البنٌاء والرقابة الحكيمة وتحقيق أهداف كافة الجهود الرسمية النبيلة و وضع الحلول المناسبة واتخاذ القرارات السليمة لمواجهة المشكلات التى تعترض طريق التنمية والنمو ، والإيمان بأن التقدم مسئولية الحكومات والأفراد الأفراد كل حسب مسئوليته وموقعه ، ويتم البناء إذا أُستخرجت الطاقات الكامنة لدى جميع أ بناء الوطن . كما يتم بناء الأوطان بإحترام التاريخ الأصيل للوطن مع الإيمان الكامل بضرورة التطوير والتحديث ومواكبة التقدم التكنولوجى المتسارع من خلال الجمع بين الأصالة والتحديث . و يتم بناء الأوطان بإحترام الثوابت ، كما أنه من الأهمية بمكان تعميق مبدأ و ثقافة تكافؤ الفرص فى كل نواحى الحياة ( توظيف – تعليم – حقوق – واجبات ) ،كما تُبنى الأوطان من خلال تحقيق أهداف كافة إستراتيجيات الدولة مع ضرورة مراعاة خطورة المرحلة الحالية التى تتطلب نشر ثقافة الحب والتسامح والقيم والمبادئ بين افراد المجتمع .
إن هذه المرحلة الفارقة فى تاريخنا تحتاج الى تعميق الانتماء فى قلوب أ بناء الوطن و تأصيل المعرفة ب دور مصر التاريخى فى المنطقة وكم قدمت من تضحيات للحفاظ على وحدة العديد من دول المنطقة ، ومن أهم عوامل تعميق الانتماء تبصير شبابنا بفضل وقيمة الوطن ، حيث أن الانسان بلا وطن لا قيمة له ، فالوطن هو المأوى والحصن لكل من يعيش فيه ويحيا على أرضه.
وهذا يدعونا لبذل كل ما هو غالى ونفيس من جهد وعلم من أجل الحفاظ على الوطن ومقدراته ، وحمايته من الأعداء الذين يتربصون بنا فى الداخل والخارج .
فا الوطن له علينا الكثير والكثير من الحقوق التى يجب أن نؤديها ما حيينا ، وأقل هذه الحقوق هو الانتماء إليه و الحفاظ عليه ، والعمل على رفعته و تقدمه بين الدول وواجب علينا المحافظة على نظافته ونظامه وأن نتنبه ونتصدى للشائعات والشبهات والتشكيك وأن نؤمن بأن قيمة الوطن ومكانته الحقيقية فى أبنائه و قياداته .
،فواجب علينا جميعاً العمل من أجله ورفع رايته خفاقة عالية وعلينا أن نحرص أن نكون دُعاة بناء وتعمير لا دُعاة هدم وتدمير ، دُعاة انتماء لوطن غالى عزيز ، دُعاة إلتفاف حول وطننا الغالى وإصطفاف خلف قيادتنا التى لا تدخر جهداً ليلاً و نهاراً لرفعة مكانة مصر وشعبها .
حفظ الله مصر