بحُكم المهنة أتابع منذ فترة طويلة قنوات الإخوان.. وطن ومكملين والشرق بالإضافة طبعا لشقيقتهم الكبرى قناة الجزيرة..
وليس هناك خلاف على أن المذيعين المصريين العاملين فى هذه القنوات يتمتعون جميعًا وبدون استثناء بعظيم احتقار الشعب المصرى.
المصريون فيما بينهم مختلفون منهم المؤيد للنظام ومنهم المعارض.. منهم الغاضب ومنهم المتفهم.. وحتى المؤيدون للنظام.. هناك منهم من يقف على يمين النظام وهناك من يقف على يساره.. لكن المصريين جميعًا لا يقبلون تحت أى مبرر أن تهاجم مصر من خارج مصر أو أن يهاجم مصرى وطنه وهو خارج الديار خاصة إذا كان يفعل ذلك لصالح أعداء مصر.
والحقيقة أن المذيعين المصريين العاملين فى هذه القنوات يستحقون عن جدارة لقب "الكلاب المسعورة" فهم لا يتوقفون لحظة عن النباح والهجوم على مصر ولا تتوقف محاولاتهم لنهش لحم مصر والمصريين.. لكن الشعب المصرى الذى اعتاد أن يسخر من أعدائه استطاع أن يهزم هذه الكلاب المسعورة بسلاح السخرية.. وكان لقناة الجزيرة نصيب الأسد من سخرية المصريين.. وتمكن المصريون بسخريتهم من هزيمة الجزيرة وكلابها المسعورة.
كانت قناة الجزيرة تخصص برنامجًا يوميًا لمداخلات المشاهدين.. وكان معظم المتصلين بالطبع من الإخوان ورغم ذلك كان بعض المصريون ينجحون فى التسلل إلى ميكروفون الجزيرة وإعطاء القناة القطرية والمصريين العاملين فيها دروسًا قاسية.
من أشهر المصريون الذين نجحوا فى هذه المهمة والذى استطاع أن يصيب مذيعى القناة بالجنون الأستاذ ياسر أو يوسف أو يسرى أو أشرف.. هكذا كان يسمى نفسه بأسماء مختلفة لكى يضلل القناة ويضمن وصول صوته.
فى إحدى مكالماته قال للمذيع إن شوارع الإسكندرية بدأت بالفعل تشهد انضباطًا مروريًا لكن المشير السيسى (قبل انتخابه رئيسا) قام بعمل ماراثون بالعجل فى شوارع المدينة وهى مسألة حظيت بقبول البعض وانتقاد البعض الآخر والحقيقة أنا عندى اقتراح.. لماذا لا ينظم ماراثون للحمير؟.. ويبتسم المذيع وهو يتوقع أن المتصل ينوى السخرية من الماراثون.. ويستكمل المتصل حديثه فيقول: نأتى بثلاثة آلاف حمار ونختار ثلاثة آلاف مواطن.. وهنا ستواجهنا مشكلة.. من أين نأتى بالحمير؟..
المسألة سهلة.. نأتى بهم من بين مذيعى قناة الجزيرة (!!!)
ويصرخ المذيع منفعلا.. أنت غير محترم.. أنت غير محترم.. وبالطبع ينقطع الاتصال التليفونى.
نفس المتصل قام بالاتصال بمذيع آخر بعد أن غيّر اسمه، وفى هذه المرة قام بإغراء المذيع والإيحاء له بأنه أحد مؤيدى الجزيرة فيقول: الحقيقة أننى سعيد جدًا لأنكم فى قناة الجزيرة تناقشون موضوعًا مهمًا.. مشكلة القمامة التى تملأ شوارع القاهرة..
ويبتلع المذيع الطعم لكنه يفاجأ بالمتصل يقول: لابد أن نتخلص من هذه القمامة.. ونستطيع أن نفعل لو قمنا بتجميعها وإرسالها إلى الدوحة كما أرسلناكم إلى هناك "يا زبالة" (!!!)
يتفوق بطلنا على نفسه عندما يتصل بمذيع ثالث ويقول له: أنا من أشد المعجبين بمذيعى الجزيرة وخاصة حضرتك..
ويضيف أنت فى الحقيقة تتمتع بذوق رفيع وهو ما تؤكده ملابسك الأنيقة.. حتى وأنت تقدم برنامجك عن الزراعة فى مصر تحرص على ارتداء جلباب فلاحى أنيق يعكس تمسكك بأصولك.
ويحاول المذيع أن يبدو متواضعا فيقول بحياء مصطنع.. شكرًا يا أفندم.. تفضل حضرتك.. قل ما تريد.
ويحس بطلنا أن الزبون استوى فيقول له: أقترح على حضرتك عمل برنامج عن تنظيم الأسرة وسوف يكون مناسبا أن تقدمه وأنت "تلبس لولب" (!!!)
وما يفعله هذا المواطن العبقرى يفعله غيره بطرق مختلفة.
يتصل أحد المواطنين بقناة الجزيرة.. ألو.. مستشفى المجانين؟!
ويتصل بعده مواطن آخر ويقول: فى البداية أحب أن أقدم اعتزازى عن هذا التجاوز.. ثم يلقى بقنبلته فيقول للمذيع" طبعا تجاوز غير مقبول.. تجاوز فى حق المجانين.. فما ذنبهم لكى نشبههم بكم يا أولاد الـ .. .. ..
ويتصل البعض وهم يعرفون أن قناة الجزيرة ستبادر بقطع الاتصال إذا فهم القائمون عليها أن المتصل لا يقف فى جانبهم.. ولذلك يسارع هؤلاء المتصلين بإفراغ شحنتهم من قذائف السباب والشتيمة.
ألو.. يا خونة يا عملاء.
ألو يا كلاب يا أولاد الـ .. .. ..
ألو أعتذر عن المتصل الذى قال إنكم أولاد كذا.. فالحقيقة أنكم أولاد كذا وكذا وكذا!..
ويتعمد بعض المتصلين إحراج مذيعى الجزيرة.. ليس فقط بتوجيه السباب واللعنات لهم ولكنهم يفعلون ما هو أكثر من السباب واللعنات.
اتصل مواطن وقال للمذيع: الناس كما تقولون يريدون الخروج إلى الشوارع والميادين.. لكن العسكر لا يسمحون لنا.. ولو حدث وفتحوا لنا ميدان التحرير فسوف نخرج بالملايين ونهتف من كل قلوبنا.. يسقط تميم العبيط (!!!)
ولم تجد قناة الجزيرة من وسيلة لسد هذا الطوفان إلا إلغاء الاتصالات التليفونية بالمواطنين من كل برامجها.
هكذا استطاع المواطن المصرى البسيط أن يهزم قناة الجزيرة التى لم يعد فى إمكانها أن تزعم أنها تتمتع بالمصداقية وبتأييد المصريين لها.
وبقدر الإمكان استفادت قنوات الإخوان من شقيقتهم الكبرى الجزيرة.. فابتعدوا عن هذه النوعية من البرامج التى ستؤكد للممولين وللحكومة التركية التى فتحت لهم ذراعيها أنهم بغير تأثير فى الشعب المصرى.. وأنهم يتمتعون بكراهية المصريين.
لكنهم فى نفس الوقت كانوا يريدون أن يثبتوا للممولين وللحكومة التركية العكس.. وهكذا اخترعوا برامج للاتصالات التليفونية يمكن أن نسميها برامج سابقة التجهيز.
وتعتمد هذه البرامج على إجراء اتصالات تليفونية مرتبة ومتفق عليها.
قناة مكملين على سبيل المثال تقدم برنامجا من هذه النوعية لو أتيح لأحد متابعته، لاكتشف أن المتصلين عبارة عن مجموعة ثابتة يداومون على الاتصال كل يوم.. وهم يفعلون ذلك من شهور طويلة.
أحمد من هولندا.. حاتم من ألمانيا.. أبو عبد الرحمن من مصر.. محمد من قطر.. عبد الرحيم من الجزائر، وماجدة من الفيوم!
كل هذه الأسماء وغيرها تتصل يوميا لتهاجم مصر!
أكثر هؤلاء المتصلين أحمد من هولندا.. لو سمعته شرطة اللغة لقامت بإلقاء القبض عليه فورًا وتقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة تشويه اللغة العربية وإساءة سمعة اللغة العامية.
مخارج ألفاظه بشعة وطريقة نطقه للحروف والكلمات تدل على وضاعته!.. ومن المستحيل أن يكون مثله قد ركب طائرة وسافر إلى هولندا.. أغلب الظن أنه لم يركب إلا عربة كارو!.. ولا تعرف هل هو فعلا يعيش فى هولندا كما يزعم أم يعيش فى مصر ويقدمه البرنامج على أنه واحد من أبناء الجالية المصرين فى هولندا.. أم أنه عامل البوفيه الذى يقدم الشاى والقهوة لمذيعى قناة مكملين والعاملين بها؟!
ويمكن للذين يتابعون هذا البرنامج (الكوميدى) أن يكتشفوا بسهولة أن كل هذه المكالمات التليفونية مفبركة ومتفق عليها.. ومدفوعة الأجر(!!!)
ألو.. معانا أم محمد من مصر.. اتفضلى..
والله يا بنى أنتوا نور عينينا اللى بنشوف بيها.. ربنا يخليكو أنتم والشرق ووطن والجزيرة.
متشكرين يا حاجة.. رأيك إيه فيما قاله الرئيس الأمريكى ترامب عن السعودية وعن إهداره للقيم الأمريكية؟
وترد المتصلة أم محمد: والله يا بنى السيسى هو السبب (!!!)
وتقدم قناة الشرق برنامجا مشابها بنفس طريقة برنامج قناة مكملين.. اتصالات متفق عليها مدفوعة الأجر!
فى إحدى حلقات البرنامج قامت مذيعة البرنامج بعرض فيديو قصير لإحدى حملات الشرطة التى تقوم من خلالها بإزالة إشغالات الطريق.. أين؟!.. فى مدينة كفر الشيخ.. ويفاجئنا البرنامج باتصال تليفونى من إحدى المدن الجزائرية.
وتسمع صوت المتصلة.. وأغلب الظن أنها فلاحة جزائرية.. تسمعها تقول وتصرخ.. حرام.. والله حرام.. ما يفعله السيسى بالمصريين حرام(!!!)
هل يمكن أن تؤثر مثل هذه البرامج فى المصريين؟.. هل يمكن أن تؤثر قنوات الإخوان ومذيعوها فى الروح المعنوية للمصريين؟.. مستحيل.. فلم يحدث أبدا أن تسبب نباح كلاب فى تعطيل مسيرة قافلة.. حتى لو كانت هذه الكلاب مسعورة (!!!)