شهدت الإسكندرية صيف هذا العام مشاكل لم تعهدها من قبل وكان للمصطافين ملاحظات تحكى بعض متاعبهم ومتاعب الإسكندرانية ، حيث وصل إيجار الشقة المفروشة إلى 1000 جنيه شهريًا، نقلناها إلى المحافظ عبد التواب هديب.. وهو شاب فوق الخمسين من الصعب أن تعثر عليه لأنه دائمًا فى شوارع وأحياء الإسكندرية المختلفة.. وعن رأيه فيما تردد من أن عدد المصطافين الذين وصلوا فى شهر يوليو أقل كثيرًا مما كان متوقعًا قال: يبدو أنها شائعة أطلقها الإسكندرانية ليصيبوا بها عين الحسود بل إن عدد المصطافين الذين وصلوا فى الأسابيع الثلاثة الماضية يمثل ذروة عدد المصطافين، وهو ما لم يحدث منذ عدة سنوات وقد تصادف أن الذين وصلوا فى الأسبوع الأول من يوليو كان أقل، لكن فجأة تدفقت أفواج الضيوف الذين وصل عددهم إلى المليون قبل نهاية شهر يوليو.
وعن ارتفاع الإيجارات ودور الدولة فى حماية المصطافين من هذا الاستغلال قال: هذا يخضع للعرض والطلب أولاً ولقد قمنا من جانبنا بتوعية وإرشاد المصطافين من خلال أحاديث يومية بالإذاعة المحلية لـ الإسكندرية ، لفتنا فيها نظر أصحاب الشقق إلى ضرورة الاعتدال فى الإيجارات حتى لا يؤثروا على الموسم، لكن الأمر فى النهاية يرجع إلى صاحب الشقة والمصطاف فكما لا يمكننا أن نرغم صاحب الشقة على أن يحدد إيجارًا لشقته المفروشة فإنه لا يمكن لأحد أن يرغم المصطاف على استئجار شقة بسعر لا يعجبه، لكن المصطافين هم الذين يشجعون أصحاب الشقق بقبولهم بل تهافتهم وتنافسهم على استئجار الشقق بأى ثمن.
أما عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائى والمياه لفترات طويلة وهى مشكلة لا يشكو منها المصطافون فقط، قال المحافظ عبد التواب هديب: مشكلة المياه كان سببها انخفاض منسوب المياه فى الترعة التى تغذى الإسكندرية وقد تحركنا لعلاجها، وجاءت زيارة رئيس الوزراء لمرفق المياه لتحل هذه المشكلة فقد طلب من وزير الرى أن يأمر برفع المنسوب وهذا ما تم فعلاً.. أما عن مشكلة الكهرباء يعترف المحافظ أن هذه المشكلة كانت تتسبب أحيانًا كثيرة فى تعطيل بعض المصانع وأحيانا أخرى كانت هيئة الكهرباء تقطع التيار عن بعض الأحياء مضطرة من أجل المصانع لأن استمرار التيار فى كل المدينة كان يتطلب تغيير الكابلات.
والآن يتم تغيير شبكة الكهرباء كلها واستبدالها بكابلات جديدة وسوف تحل مشكلة المصانع نهائيا وبنسبة 60%، وبالنسبة لباقى المدينة فى خلال سنتين تحل بنسبة 100% وعن رأيه فى عدم وجود فرقة مسرحية سكندرية أو فرقة للفن الشعبى السكندرى تساهم فى الترفيه عن المصطافين ولماذا لا تظهر هذه الفرق إلا فى مناسبات أو حفلات لمدة يوم أو أيام قليلة قال: إننا لم نبخل عن الفن السكندرى العريق، لقد طلبت تشكيل فرقة مسرحية وصرفت لها عشرة آلاف جنيه واجتمعت مع إبراهيم داود مدير هيئة المسرح ومحمد غنيم مدير الثقافة الجماهيرية وطلبت منهما أن يضعا كل الإمكانيات المتاحة للأجهزة التابعة لها فى خدمة الفرقة، كما أننى طالبت بتكوين فرقة فنون شعبية ويجرى تشكيلها الآن.
وقبل أن ينهى المحافظ حديثه قال: إننا نتوقع أن شهر سبتمبر أيضا سيكون ذروة فى عدد المصطافين بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
نشر بمجلة أكتوبر فى يوليو 1978م – 1398هـ