اعتبر ثائر نوفل أبو عطيوي ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين و المحلل السياسي الفلسطيني،إن انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من سباق الانتخابات الأمريكية لم يكن مفاجأة بل كان متوقع نظرا لعدة اعتبارات عديدة من أهمها المظاهرات الطلابية التي خاضتها الجامعات الأمريكية ضد الحرب على قطاع غزة، ومعارضتها لسياسة " بايدن" بسبب انحيازه الواضح لحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وقال في تصريح خاص ل بوابة دار المعارف " ان جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة كان من أهم اسباب انسحاب بايدن من مارثون الانتخابات الرئاسية المقبلة خصوصا في ظل انحيازه المطلق لسياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي وموافقته على ارتكاب المجازر البشعة بحق غزة ،جراء دعمه وتمويله بترسانة الأسلحة المحرمة دوليا التي تم استخدامها ضد الآلاف النازحين من الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء والمدنيين العزل الذي وصل عدد الضحايا اليوم إلى 40 ألفا ، وسط تأييد تام من الرئيس بايدن وادارته الأمريكية.
واضاف مدير مركز العرب "إن انسحاب الرئيس الأمريكى جو بايدن من الانتخابات الأمريكية لم يأت محض الصدفة أو الرغبة الذاتية لبايدن بل جاء نتيجة السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية التي تعمل على توازن السياسات ولم تحترم العلاقات السياسية العربية الأمريكية وبسبب تعاملها بمكيالين تجاه معاناة الشعب الفلسطيني والوقوف بجانب دولة الاحتلال ودعم وتعزيز كافة إجراءاتها وممارساتها غير الإنسانية والقانونية.
لافتا إن انسحاب جو بايدن من سباق الانتخابات الأمريكية جاء نتيجة فشل ذريع للإدارة الأمريكية التي يقودها بايدن ، في ظل تعاطف معظم دول العالم ولا سيما الدول الأوروبية والعديد من الدول العظمي مع شعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته وبسبب استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي وعدم استطاعة جو يايدن من الضغط على إسرائيل لوقف الحرب بشكل دائم وصولا إلى تبني يايدن المقترح الأخير للهدنة وصفقة التبادل الذي عجز وفشل في تنفيذه واقراره بسبب الرفض الإسرائيلي للمقترح وعدم تجاوب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو معه.
ويري" ابو عطيوى "إن انسحاب الرئيس الأمريكي من الانتخابات الأمريكية يعطي مؤشرا على خسارة الحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري، وهذا لرفض النخب الشابة الأمريكية من الحزب الديمقراطى وانصاره لسياسة بايدن في تعامله بوجهين مع القضية الفلسطينية.
واكد إن الرئيس الأمريكى جو بايدن والحزب الديمقراطي سيدفع ثمنا باهظا أمام منافسه الحزب الجمهوري، وهذا لفشل ملف السياسات الخارجية الأمريكية في التعامل مع القضايا الإقليمية والتي على رأسها القضية الفلسطينية، واتباع بايدن وإدارته لأسلوب المماطلة والتسويق وحرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح في العديد من القضايا والملفات.
ويري ان جو يايدن على مستوى الرأي العام الأمريكي لم يقدم لشعبه أي إنجازات فعلية مذكورة تجعل من الشارع الأمريكي منحازا ومتمسكا في بايدن أو حتى حزبه الديمقراطى، وإنما بسبب فشل سياساته الداخلية والخارجية وانحياز يايدن لدول على حساب دول أخرى لمصالح لا علاقة للمواطن الأمريكي بها لا من قريب أو بعيد ، سيدفع الثمن في الخسارة أمام منافسه الجمهوري دولاند ترامب في سباق الانتخابات المقبلة.
وأكد علي اهمية قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري المتعلق بعدم مشروعية احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية يعتبر من أحد العوامل الرئيسية والهامة التي جعلت جو بايدن إن يتنحى عن سباق الانتخابات الأمريكية، برغم انه كان قبل صدور القرار بأيام قليلة متمسك بالبقاء والمنافسة في الانتخابات.