أكد صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الأعداد الكبيرة لضحايا قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تفوق قدرة المرافق الطبية على توفير الرعاية اللازمة لإنقاذ حياتهم.
وأشارت الكاتبة روث مايكلسن في مقال نشرته الصحيفة إلى أن الأطباء في خان يونس أصبحوا غير قادرين على مواكبة الأعداد الكبيرة للمصابين الذين يفدون إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على المدينة.
وأوضح المقال أن الأطباء طالبوا بتوفير المستلزمات الطبية والأدوات اللازمة حتى يتمكنوا من الوفاء بواجباتهم تجاه تلك الأعداد الكبيرة من الضحايا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة لليوم الثاني على التوالي.
ويقول مدير مستشفى ناصر محمد زقوت في تصريحات صحفية، إنه لم يعد هناك موطئ قدم لمريض في المستشفى إلى جانب ازدحام غرف العمليات بالمصابين بالإضافة إلى النقص الحاد في المستلزمات الطبية.
ويستشهد المقال في الوقت نفسه بتقدير مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة والذي يؤكد أن المستشفى تواجه أعداداً ضخمة من المصابين في ظل عجز تام في أعداد الأسرة ووحدات نقل الدم وغيرها من المستلزمات الطبية الضرورية.
ويشير المقال إلى تصريحات مسؤولي القطاع الصحي الفلسطيني في قطاع غزة التي يقولون فيها إن القصف الإسرائيلي على خان يونس تسبب في مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة ما يربو على 200 آخرين.
وأوضح أن القصف الإسرائيلي على خان يونس حوّل المدينة إلى مساحة كبيرة من الأنقاض والركام، مشيرا إلى المخاوف التي تنتاب منظمات الإغاثة الدولية من أن أوامر الإخلاء الأخيرة لسكان المدينة سوف تتسبب في الإضرار بحوالي 400,000 فلسطيني ولاسيما أن هؤلاء السكان لم يعد لديهم ملاذات آمنة للجوء إليها.
ويشير مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في هذا الصدد إلى أن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرتها القوات الإسرائيلية تشمل مساحة تصل إلى حوالي تسعة كيلومترات من المدينة أو ما يقرب من 15 بالمائة من المساحة الإجمالية لها.
ويلفت المقال إلى تقديرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن ما يقرب من 80 بالمائة من مساحة قطاع غزة أصبحت خاضعة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية وتم تصنيفها على أنها مناطق غير آمنة.
وفي الختام.. يشير المقال إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن الإخلاء المتكرر لسكان قطاع غزة والذي قد يصل إلى أربع أو خمس مرات قد يعرض العديد من الأطفال للإصابة بالشلل.