في مشهد غير مسبوق، اشتعلت شوارع واشنطن العاصمة، الأربعاء، بمظاهرات حاشدة ضد زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ألقى خطابًا أمام اجتماع مشترك للكونجرس الأمريكي.
وكانت الأجواء متوترة ومشحونة بالغضب؛ حيث تجمع مئات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين والمعارضين للحرب في محيط مبنى الكابيتول، معربين عن رفضهم لسياسات نتنياهو وللحرب المستمرة في غزة.
منذ ساعات الصباح الباكر، بدأ المتظاهرون بالتجمع في نقاط مختلفة من العاصمة، حاملين لافتات تدعو إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي ووقف إطلاق النار، ولم تكن الاحتجاجات محصورة فقط أمام الكونجرس، بل امتدت إلى البيت الأبيض ومواقع إستراتيجية أخرى. هتف المتظاهرون بشعارات تندد بالعنف وتطالب بالعدالة والسلام، في محاولة لإيصال رسالتهم إلى صناع القرار الأمريكيين.
لكن الأمر لم يخلُ من التوترات؛ فقد استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق بعض التجمعات، مما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين بحالات اختناق وتهيج في العيون.
في وسط هذه الأجواء المشحونة، كان هناك حضور قوي للعديد من المنظمات الحقوقية والدينية التي أدانت زيارة نتنياهو واعتبرتها تحديًا للعدالة الدولية. شارك قادة دينيون من مختلف الأديان في الاحتجاجات، مؤكدين ضرورة الوقوف ضد الظلم ودعم حقوق الإنسان.
زيارة نتنياهو أثارت أيضًا استياءً واسعًا داخل الولايات المتحدة؛ حيث أعلن العديد من النواب الديمقراطيين نيتهم مقاطعة خطابه.
ووصف السيناتور بيرني ساندرز، المعروف بآرائه التقدمية، نتنياهو بأنه "مجرم حرب وكاذب"، مشيرًا إلى أن السياسات الإسرائيلية الحالية تقوض السلام وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
أضاف النائب ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، عضو الكونجرس عن نيويورك، "أن نتنياهو يستخدم منصة الكونجرس لتبرير أعماله العدائية ضد الفلسطينيين، ونحن هنا لنقول له إننا لن نكون جزءًا من ذلك". وأكدت أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يجب أن يكون مشروطًا باحترام حقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال.
النائب رشيدة طليب، أول امرأة فلسطينية-أمريكية في الكونجرس، أعربت عن استيائها من الزيارة قائلة: "إن دعوة نتنياهو للكونجرس تعني دعمًا صريحًا لجرائمه ضد الإنسانية، ونحن كممثلين للشعب الأمريكي لا يمكننا القبول بذلك".
الضغوط المحلية والدولية على الحكومة الإسرائيلية تتزايد يومًا بعد يوم، مما يضع نتنياهو في مواجهة تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. تعكس هذه المظاهرات التضامن الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية والرفض القاطع للعدوان العسكري.