أكدت صحفية (فاينانشيال تايمز) البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الهجمات التي وقعت الليلة الماضية ضد خدمات السكك الحديدية في فرنسا قبيل ساعات من انطلاق حفل افتتاح دورة أولمبياد باريس للألعاب الأولمبية رسميًّا أثارت بالفعل قلق ومخاوف منظمي الأولمبياد وهم يستعدون لاستضافة مئات الآلاف من المتفرجين في العاصمة.
وذكرت الصحيفة البريطانية في سياق مقال تحليلي أن السلطات الفرنسية أوقفت خدمات السكك الحديدية في أنحاء كثيرة من البلاد بعد أن تعرضت الشبكة لهجمات تخريبية قبل ساعات من حفل افتتاح الألعاب الأولمبية.
ونقلت تصريح الشركة المشغلة للسكك الحديدية عالية السرعة إس إن سي إف "- SNCF - بأن "العديد من الحرائق أُضرمت عمدا لتدمير بنيتنا التحتية، وهناك فرق من المهندسين على الأرض تعمل بالفعل على حل المشكلة. سيتعين إلغاء العديد من القطارات" في حين قالت شركة يوروستار، التي تدير القطارات بين لندن وباريس وكذلك خدمات عالية السرعة بين مدن في فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، إنها ألغت ربع خدماتها أيام الجمعة والسبت والأحد".
ولفتت إلى أنه لم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن حول من يقف وراء الهجمات، وإلى تحذير مسئولين فرنسيين في وقت سابق من أن روسيا أو نشطاء سياسيين قد يسعون إلى تخريب الألعاب، كما كانوا يستعدون لهجمات إرهابية وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أربع هجمات تستهدف الألعاب الأولمبية تم إحباطها.
ونقلت (فاينانشيال تايمز) تصريح رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال بأن "هناك تصميم مطلق للعثور على الجناة وتحديد هويتهم ومعرفة المزيد عن دوافعهم" وتحذيره من استخلاص استنتاجات حول من قد يكون وراء الهجمات، قائلاً إن التحقيق قد بدأ للتو.
ونشر ركاب صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لمحطات السكك الحديدية المزدحمة في باريس بعد إغلاق الخدمات إلى حد كبير في حين حذر وزير النقل باتريس فيرجريت من أن القطارات ستتأثر خلال عطلة نهاية الأسبوع المقررة بعد غد الأحد وقال: "أدين بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي ستعطل سفر العديد من الناس".
ونقلت الصحيفة عن جان بيير فاراندو، الرئيس التنفيذي لشركة SNCF -في تعليق خاص- تصريحه بأن ثلاثة حرائق اندلعت في نفس الوقت تقريبًا واكتشفها الموظفون حوالي الساعة 4 صباحًا بالتوقيت المحلي لليوم وتم العثور على مواد لإشعال الحرائق في مكان قريب.
وأفادت الصحيفة بأن عمال شركة السكك الحديدية الفرنسية أعلنوا قبل قليل أنهم منعوا وقوع حادث رابع استهدف خطًا متجهًا جنوبًا، حيث صادفوا المشتبه بهم وطاردوهم وتتعقب الشرطة المشتبه بهم، فيما يعد الدليل الدامغ في سير التحقيقات. مع ذلك، تعهد فاراندو بإعادة تشغيل الخدمات في أسرع وقت ممكن، وقال إن شركة السكك الحديدية الفرنسية لن تسمح "لمجموعة من المجانين غير المسئولين" بمنعهم من أداء وظائفهم.
وقال فارنادو إنه يقدر أن 800 ألف مسافر سيتأثرون خلال عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدًا أن الأنابيب التي تحمل الكابلات الكهربائية تضررت، مما يتطلب عملاً شاقًا لإصلاحها وأنه سيتم إعادة توجيه قطارات TGV عالية السرعة إلى خطوط عادية، مما سيؤدي إلى تأخير وإلغاء بعض الرحلات.. وتابع فاراندو عن أعمال الإصلاح: "إنها عملية يدوية. يجب اختبار كل كابل بعد ذلك".
وبحسب ما كشفت عنه الصحيفة البريطانية، ظل مسئولو الأمن والنقل يخططون لحالات طوارئ لمثل هذه الحوادث أثناء تنظيم الألعاب الذي استمر لسنوات، ولكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من إيقافها. ويقوم حوالي 45 ألف شرطي بدوريات في باريس بالفعل. وقال لوران نونيز، رئيس شرطة المدينة، إنه تم إرسال المزيد من رجال الشرطة إلى محطات القطارات بينما أضافت فاليري بيكريس، التي ترأس منطقة إيل دو فرانس المسئولة عن النقل، أن هذه الهجمات كانت ضمن "هجومًا ضخمًا ومنسقًا" يؤثر على المعدات التي تزود القطارات بالكهرباء.