حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأحد، من خطورة التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، حيث تشتد حدة القتال على طول الحدود بينهما، ما قد تدفع العواقب الجانبين إلى حرب شاملة واسعة النطاق.
وأوضحت الصحيفة- في تقرير- أن الجيش الإسرائيلي أعلن منذ ساعات أنه ضرب سلسلة من أهداف حزب الله في عمق لبنان وفي المنطقة الجنوبية من البلاد، ردا على هجوم صاروخي من لبنان، أسفر عن مقتل 12 شخصا رغم نفي حزب الله مسؤوليته.
وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بالرد على ما وصفه مسئولون عسكريون إنه الهجوم الأكثر دموية على إسرائيل، منذ 7 أكتوبر الماضي، مما أثار مخاوف من تصعيد أوسع في الأعمال العدائية.
وأضافت أن إسرائيل ألقت باللوم في الحادث على حزب الله، مستشهدة بمعلومات استخباراتية عسكرية، بينما نفت الجماعة اللبنانية مزاعم إسرائيل في وقت تشتد فيه حدة القتال على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، بالتحديد منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة أكتوبر الماضي.
ونقلت الصحيفة، عن بيان نُشر على "تيليجرام"، في وقت مبكر اليوم، قال فيه الجيش الإسرائيلي، إنه يستهدف مخابئ أسلحة حزب الله في لبنان، بما في ذلك في مناطق شبريحا وبرج الشمالي والبقاع وكفركلا ورب الثلاثين والخيام وطير حرفا.
وذكر الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الانفجار في مجدل شمس، التي ضمتها إسرائيل من سوريا في عام 1981، كان بسبب صاروخ "فلق-1" إيراني الصنع أطلق من عبر الحدود في جنوب لبنان.
ووفقا لشركة "أرمامنت سيرفيز"، وهي شركة استشارية عالمية للأسلحة، فإن صاروخ (فلق-1)، الذي بدأ حزب الله استخدامه ضد إسرائيل في يناير الماضي، هو صاروخ أرض-أرض قصير المدى غير موجه، "مثالي.. للقتال في المناطق الحضرية الكثيفة".
ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الهجوم أثار إدانات حادة من المسؤولين الإسرائيليين وسط مخاوف من أنه قد يؤدي إلى تسريع تبادل إطلاق النار اليومي بين إسرائيل و حزب الله إلى صراع كامل. لقد أصبحت التحذيرات من مثل هذه الانفجارات أكثر إلحاحًا في الأشهر الأخيرة، مع تكثيف القتال على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ونوهت الصحيفة، إلى أن الهجوم الصاروخي أمس على بلدة مجدل شمس الدرزية جاء في أعقاب ضربة قاتلة في وسط غزة، حيث قالت السلطات الصحية المحلية إن ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا قُتلوا عندما قصفت إسرائيل مدرسة كانت تؤوي نازحين.
ووفقا لقوات الدفاع المدني في غزة، كان نحو 4 آلاف شخص يقيمون في مدرسة خديجة في دير البلح، حيث أظهر مقطع فيديو من أعقاب الهجوم مباشرة جثثا على الأرض وأطفالا ملطخين بالدماء يحملهم بالغون. وفي المستشفى، قال الأطباء إنهم استقبلوا مرضى مصابين بحروق في الجسم بالكامل أو بترت أطرافهم.
وتابعت الصحيفة، أن عددا من الخبراء العسكريين حذروا من أن الذخائر الدقيقة لا تزال لديها القدرة على قتل أعداد كبيرة من الناس عندما تستخدم في مناطق مكتظة بالسكان. ولم يتضح نوع الذخائر التي استخدمتها إسرائيل في هذه الضربات بينما أظهرت مقاطع الفيديو من مكان الحادث، قنبلة صغيرة الحجم غير منفجرة من صنع الولايات المتحدة في الحطام، وذلك وفقا لفني القنابل السابق في الجيش الأمريكي تريفور بول.
وقُتل أكثر من 39 ألف فلسطيني هناك منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين ولكنها تقول إن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
في السياق.. ذكرت الصحيفة، أن اندلاع الاشتباكات على الحدود أثار مناورة دبلوماسية لمنع اندلاع صراع أوسع نطاقًا، حيث قالت الحكومة اللبنانية- في بيان- إنها "تدين جميع أعمال العنف والعدوان" ودعت إلى "وقف فوري للأعمال العدائية على جميع الجبهات".
وحثت الأمم المتحدة على "ضبط النفس إلى أقصى حد" و"وقف تبادل إطلاق النار المكثف الجاري". وفي بيان مشترك، حذر منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان وقائد بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من أن الاشتباكات "قد تشعل حريقًا أوسع نطاقا من شأنه أن يبتلع المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".