خبايا الإعداد وأسرار الضيوف !

خبايا الإعداد وأسرار الضيوف !محمد رفعت

الرأى28-7-2024 | 15:18

قبل أن أخوض تجربة إعداد البرامج للإذاعة والتليفزيون، كنت أنتقد بشدة ظاهرة تكرار الضيوف فى البرامج ، وأتندر على ظهور بعضهم بنفس البدلة أو القميص فى أكثر من محطة وأكثر من برنامج فى نفس اليوم، وكأنهم يقضون يومهم فى التنقل بين استوديوهات التصوير فى مدينة الإنتاج الإعلامي ، ليرددوا نفس الآراء ويتحدثوا فى نفس الموضوعات التى لا تخرج غالباً عن الأمور التى تتصدر «الترند» على مواقع التواصل الاجتماعي !

ولكنى بعدما مررت بالتجربة ، أيقنت أن السبب فى ذلك ليس فقط حالة الاستسهال واللعب على المضمون التى تسيطر على كثير من رؤساء تحرير ومعدى البرامج، ولكن السبب الأهم هو طبيعة الضيوف أنفسهم التى تفرض على أسرة الإعداد ضرورة اللجوء لاستضافة أسماء بعينها فى برامجهم، رغم تحذير رؤساء القنوات من ذلك ومطالباتهم المستمرة لرؤساء تحرير البرامج بوضع فاصل زمنى معقول لظهور نفس الضيف على شاشة القناة.

ولكن غالباً ما لا يتم الالتزام بتلك القواعد لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بطبيعة ضيوف البرامج أنفسهم، ومن خاضوا تجربة الإعداد التليفزيونى يعلمون خطورة المسؤولية الملقاة على عاتق المُعد، وخاصة فى برامج الهواء ، وكيف يبقى الجميع على أعصابهم حتى يصل الضيف ويجلس على كرسيه أمام المذيع، وهو ما يدفعهم جميعا إلى اللجوء للضيوف الموثوق بالتزامهم بمواعيدهم، ومن يتحدثون جيدا فى تخصصهم ويتمتعون بالقبول والمظهر الجيد على الشاشة.

وفى نفس الوقت يخشون الاستعانة بضيوف جدد لم يتم اختبارهم بشكل كاف أمام الكاميرا، أو يعاملون المعدين بشيء من التعالى والعنجهية ويعتذرون كثيرا عن عدم الظهور فى البرامج.

ونفس الشيء ينطبق على بعض الأدباء والمشاهير الذين يرفضون المشاركة فى الندوات وحفلات التوقيع ويتهربون من اللقاءات بجمهورهم وقرائهم، ولذلك نجدهم أقل حظا فى الشهرة والتواجد على الساحة من مبدعين آخرين أذكى اجتماعيا وأكثر لطفا وتواضعا فى التعامل مع الناس، وأكثر حرصا على مجاملة زملائهم ومحبيهم، ولا يتأخرون عن تلبية أى دعوة يتم توجيهها إليهم للقاء جمهورهم وقرائهم فى أقاليم مصر المختلفة وبعض العواصم العربية التى تقدر إنتاجهم الأدبى والفنى وتحتفى بهم، ويبذلون مجهوداً كبيراً فى الدعاية لأعمالهم، ويوظفون بعض المتخصصين للإشراف على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى يكونوا على تواصل دائم مع متابعيهم.

والحقيقة أن الموهبة وحدها لا تكفى للوصول إلى قمة الشهرة والحفاظ على النجومية، وكم من مواهب كبيرة ضاعت واختفت بسبب عدم تمتع أصحابها بالقبول الجماهيرى وعدم حرصهم على الوصول إلى جمهورهم فى كل مكان، وخاصة فى ظل التطور الهائل فى وسائل الدعاية والدور الرهيب الذى أصبحت تقوم به " السوشيال ميديا " سلباً وإيجاباً فى الترويج لأعمال وأسماء بعينها فى المجالات المختلفة، وكذلك الحملات الدعائية المضادة التى يتم توجيهها للنيل من البعض.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2