أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران، صباح اليوم الأربعاء، على هامش حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، قد يُحول الحرب في قطاع غزة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
وأشارت كاتبة المقال إيما جراهام هاريسون، إلى أن حركة حماس وجهت أصابع الاتهام لـ إسرائيل بالضلوع في اغتيال قائدها في قصف صاروخي استهدف مقر إقامته في طهران، موضحة أن اغتيال هنية يأتي في أعقاب إعلان إسرائيل أنها تمكنت من اغتيال فؤاد شكر أحد قادة حزب الله اللبناني في غارة جوية على بيروت انتقامًا من الحزب الذي تتهمه إسرائيل بشن قصف صاروخي على هضبة الجولان السورية المحتلة التي أدت إلى مقتل 12 طفلاً وإصابة عشرات آخرين يوم السبت الماضي.
ولفتت إلى أن عمليتي الاغتيال تشكلان ضربة قوية ل حماس وحزب الله، كما أنها تمثل خسارة كبيرة في الوقت نفسه لإيران التي تدعم كلتا الحركتين، مشيرًا إلى أن تلك التطورات قد يكون لها عواقب وخيمة من شأنها توسيع دائرة الصراع الحالي في غزة.
وأضاف المقال أن إسرائيل لم تصدر أي تعليق حتى الآن بشأن مقتل هنية، موضحًا أن الجانب الإسرائيلي توعد في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الماضي باستهداف جميع قادة حماس.
ويشير المقال في هذا السياق إلى تصريحات سامي أبو زهري -أحد قيادات حركة حماس- التي قال فيها إن اغتيال هنية يعد تصعيدًا خطيرًا للصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وفيما يتعلق بردود الفعل الدولية، لفت المقال إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن مقتل هنية لن يتسبب في حرب واسعة النطاق في المنطقة، موضحًا أن هناك دائمًا فرصة للحلول الدبلوماسية.
وأوضح المقال، أن الجانب الأمريكي يبذل جهودًا مكثفة منذ عدة أشهر لتجنب انزلاق الصراع الحالي في غزة إلى حرب إقليمية، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض يسعى منذ عدة أسابيع إلى التوصل لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة لوقف آلة الحرب الإسرائيلية التي بدأت منذ السابع من أكتوبر وتسببت في مقتل ما يربو على 40 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 90 ألف آخرين، طبقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ولفت المقال إلى أن تركيا و روسيا أدانتا اغتيال هنية بينما وصفت موسكو عملية الاغتيال بأنها "عملية اغتيال سياسي غير مقبولة على الإطلاق".
كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عملية الاغتيال، واصفًا إياها بعمل خسيس وتطور خطير، في الوقت الذي طالبت فيه الفصائل الفلسطينية بإضراب عام ومظاهرات واسعة النطاق احتجاجًا على اغتيال هنية.