صرحت أ . د غادة عامر عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وزميل ومحاضر الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية ، إن ما يحدث من اغتيالات قائمة على الذكاء الاصطناعى يشكل خطرًا كبير على الإنسانية، لانها تسمح للدول بالهروب من المساءلة، ويسمح بجرائم حرب وابادة جماعية دون أي مسائلة قانونية، بل أحيانًا بمباركة المجتمع الدولي، وكله بحجة الدفاع عن النفس التي تتم باستخدام التزييف العميق، كما تفعل الان دولة الاحتلال من القيام بسلسة اغتيالات مخطط لها.
وأكدت عامر أن اغتيال إسماعيل هنية وراءه تقنية "لافندر" التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ويقوم عمل تلك التقنية على وضع برنامج بـ"قائمة قتل" لأعداء اسرائيل وعلى رأسهم قيادات حماس، والذى وصل عددهم إلى 37 ألف فلسطيني تم استهدافهم بالاغتيال دون إشراف بشري. حيث لعبت تقنية لافندر دورًا مركزيًا في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، فقد تم استخدامه فيما لا فى 15 ألف جريمة قتل في الحرب على غزة.
وتباعت يعمل "لافندر" عن طريق مسح معلومات عن 90% من سكان غزة، وتخزن تلك المعلومات أجهزة المخابرات الإسرائيلية حيث إنها تقوم بجمع كافة أنواع البيانات عن الفلسطينيين منذ سنوات. وتتم معالجة وتخزين البصمة الرقمية لهواتفهم المحمولة، بدءًا من المواقع وحتى تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي. ايضا الكاميرات المزودة بأنظمة التعرف التلقائي على الوجه، وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست برنامج يسمى "الذئب الأزرق" " Blue Wolf ".
ويهدف الذئب الازرق إلى تسجيل وجوه الفلسطينيين وتتم إضافة الأفراد إلى قاعدة بيانات مع معلومات تستخدمها برامج مثل "لافندر"، ويمنح كل فرد تقييمًا يتراوح بين واحد إلى 100، وهو تقييم يمثل تعبيرًا عن احتمالية استهدافة، فيُقتل الأفراد الحاصلون على درجات عالية مع عائلاتهم وجيرانهم، وبعدها يقرر البرنامج اذا كان هذا الشخص مستهدف أم لا.
كذلك أعطى البرنامج لكل واحد منهم درجة يطلق عليها "درجة الأضرار الجانبية"، ودرجة الاضرار الجانبية هذه تعني أنه مقابل استهداف كل هدف منخفض الرتبة تحدده لافندر، يُسمح بقتل 20 مدنيًا، بغض النظر عن رتبته وأهميته وعمره.
ولاستهداف قائد اللواء المركزي في حماس "أيمن نوفل"، قال مصدر شارك في الضربة ضد ذلك الشخص إن الجيش سمح بقتل 300 مدني فلسطيني إلى جانب ذلك الشخص. فهذا ليس خطأ، بل إنه كان معروفًا مسبقًا للجيش الإسرائيلي.
وأضافت أن برنامج الانجيل يحدد المباني والمرافق التي يُزعم أن المشتبه بهم يستخدمونها. وبرنامج "أين أبي؟" يقوم بمراقبة هذه الأهداف التي حددها برنامج "لافندر" وتنبيه الجيش بوجودهم داخل المباني أو المرافق التي حددها برنامج "أين أبي؟"