نيتفليكس" قبل مايكروسوفت!!

نيتفليكس" قبل مايكروسوفت!!د. هبة سعد الدين

الرأى31-7-2024 | 16:28

من كان يتصور توقف عدد كبير من المطارات فى غفلة من الزمن فى وقت واحد، وتبعات أخرى أصابت العالم المتطور مع إشارة من شركة ميكروسوفت تجعل كل ذلك خطأ تم تداركه، لكننا شاهدنا أكثر من ذلك فى عدد من الأفلام العالمية، وكان آخرها فيلم منصة "نيتيفلكس" الذى عرض منذ شهور ، وقدم سيناريو كامل لتوقف الاتصالات بصورة كاملة وكأنه يقول ببساطة "اترك العالم خلفك" ؛ كما كان عنوان الفيلم ، فالفيلم يبدأ بحادث طائرة غير متوقع ، يخبرنا فيما بعد بتوقف كل شىء ، وإمكانية حدوث أي شيء ، لذلك لم يصدق الكثيرون أن العطل الذى حدث وتم إصلاحه شىء عابر لا أقل ولا أكثر!! فالفيلم جعل الكثيرين يتجاهلون كافة التصريحات لأنه فتح الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات أكثر إثارة وغموضا مما حدث ، فالعطل فى الفيلم أصاب العالم ككل ولم يكتفِ بالمطارات ؛ بل كان شللا فى كل شىء، ليبدأ بحادث طائرة نفهم أبعاده على مدى الأحداث وندرك حجم الكارثة!!

وتتوالى الفيضانات والحوادث التى توكد الخلل فى التحكم فى مسارات الطيران !! وتسبب ذلك فى توالى الكوارث ، والمفارقة سيطرة الحلقة الأخيرة من مسلسل "فريندز" على مدى الأحداث، وكيف استعد البعض لذلك اليوم وكأنه كان يعرف.
لقد جاءت الأحداث بواقع خيالى يعتمد على تطورات الأحداث العالمية التى تتمنى الموت لأمريكا والذى نعرفه من خلال أوراق أسقطتها إحدى الطائرات؛ ليختزل الحوار أن هناك أوراقا أخرى ربما باللغة الإيرانية او الكورية؛ لكننا رأينا النسخة العربية واختصر الحوار "أن أمريكا صنعت الكثير من الأعداء"!!

تلك الأحداث مأخوذة عن رواية بنفس العنوان للكاتب الأمريكى رومان علم؛ تصدرت المبيعات وتُرجمت إلى عشرين لغة منذ صدورها عام 2020.

هكذا توالت أحداث الفيلم المأخوذ عن الرواية والذى يطرح حالة الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية بصورة واضحة لا لبس فيها؛ بعيدا عن التكهنات أنها حالة طارئة؛ فها هو الانهيار واضح على الجانب الآخر.

لقد اتخذ الفيلم منذ البداية حالة "الإشارات" التى تتعدد تفسيراتها والتى يصعب على الموجودين فهمها ؛ مثلما كانت الأوراق التى تهبط من الطائرة متمنية الموت لأمريكا و مكتوبة باللغة العربية، ونعرف أن هناك غيرها بلغات أخرى وكلها غير مفهومة لولا علامة "الموت لأمريكا" الواضحة!!

فهل أراد المخرج والكاتب سام إسماعيل الأمريكى ذو الأصول المصرية أن نرى الأوراق باللغة العربية؟؟ خاصة بعد أحداث غزة!! وتضامن معه المنتجان المشاركان باراك وميشيل أوباما؟؟ ولم يتجاهلوا فى ذات الوقت وجود أعداء آخرين؟؟ ويبدو أن نيتفليكس تضامنت معهم ضمنيا ، وهاهو الواقع يعيدنا من جديد للفيلم و يذكرنا أن السينما دوما تسبق الواقع وتجعلنا نرى المستقبل صوتا وصورة ، وتمنحنا وقتا لنفكر كيف يمكننا أن نترك العالم خلفنا ونكتفى بمشاهدة مسلسل فريندز.

أضف تعليق