من أكثر ما يميز المصريين عن غيرهم من شعوب العالم قوة إصرارهم على تجاوز الأزمات ووقوفهم على قلب رجل واحد بجانب بعض عند الشدائد والمحن.. بما ينم على مدى معدنهم الأصيل.
وهو ما ظهر عندما أرادت الدولة تخفيف أحمال الكهرباء بشكل استثنائى ومؤقت لفترات تجاوزت الـ 3 ساعات بسبب النقص الطارئ فى الوقود المغذى لمحطات الكهرباء، الذى تصادف – وقتها – تزامنه مع امتحانات الثانوية العامة بأن بادرت المساجد والكنائس – من تلقاء نفسها – بفتح أبوابها خلال فترة انقطاع "النور" لاستقبال طلاب الثانوية لمراجعة دروسهم ومنهم من قدم المشروبات والمأكولات للطلبة.. كما فتحت بعض الاستادات الرياضية أبوابها هى الأخرى وكذلك مكتبة الإسكندرية وبعض قاعات الأفراح لاستقبال طلبة الثانوية.
وهو تصرف ليس بغريب عن شعب مصر – مسلمين ومسيحيين – حيث تظهر الشهامة والجدعنة للمواطن المصرى وقت الفترات العصيبة.. فنجد الكل يتسابق فى مد يد المعونة لبعضهم البعض ليكونوا "إيد واحدة" فى مواجهة الأزمات أو الشدائد.
ولعلنا نتذكر أيام حرب أكتوبر 1973 أنه لم تسجل سجلات ومحاضر الشرطة حالة سرقة واحدة أثناء الحرب، حيث امتنع اللصوص والحرامية عن السرقة تضامنا مع جنودنا البواسل فى حربهم ضد العدو الإسرائيلى حتى تحقق النصر الأسطورى.. فضلا عن الشعب الذى ربطوا الأحزمة على بطونهم لتوفير "الفلوس" لتوجيهها للمجهود الحربى وقتها.
وأيضا فى ثورة 30 يونيو، التى مر عليها 11 عامًا وقف الشعب المصرى على قلب رجل واحد.. وتلاحم مع الجيش عندما استشعر خطر جماعة الإخوان.. ومؤامرة إسقاط الدولة وتقسيمها.
وحتى فى مباريات كرة القدم وعندما يلعب منتخبنا الوطنى مع منتخبات الدول الأخرى فإنك تجد المشجع الأهلاوى بجانب الزملكاوى والاتحاداوى والإسماعيلاوى.. الكل فى مؤازرة منتخبنا الوطنى.
هذا هو شعب مصر.. وإذا أردت أن تعرف أو تحكم على معدنه فإن عليك أن تعرضه لأزمات شديدة أو مخاطر صعبة أو محن قوية، فإنك ستجدهم أشخاصا آخرين.. يقفون بجانب بعضهم البعض وخلف قياداتهم.. وتظهر الشهامة والجدعنة ويحققون المستحيل.
ويمكن أن يكون هذا هو السر الذى يجعل من يدخل مصر يشعر بالدفء.. وقد أشاد الرئيس السيسي فى أحد اللقاءات بقوة إصرار المصريين على تجاوز الأزمات.
تحية لشعب مصر