اعتدت ألا أكتب مقالاتي عن مواقف شخصية مررت بها في حياتي أو أمر بها في الحياة اليومية، لكن هذا المقال يمثل استثناءً وخروجًا عن السياسة أو الملف الأمني الشرطي أو القضائي، فهذه المرة أتذكر موقفًا أو عدة مواقف عن فنان مصري أصيل وممثل موهوب من الدرجة الأولي رأيته لأول مرة منذ 37 عامًا وبالتحديد حينما كنت أعمل في مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1987 وقبل مجيئي إلي مجلة أكتوبر بعام، حيث كنت أستقل مترو مصر الجديدة والذي كان ينتهي في ميدان عبد المنعم رياض، بالقرب من مبني التليفزيون، لكن لفت نظري وجود ثلاثة فنانين كانوا يجلسون علي مقاعد أمام بعضهما وجاءت الجلسة بجوارهما وكان أول من لفت نظري الفنان صلاح عبد الله وحجاج عبد العظيم وأحمد آدم، والذي رأيته بعد ذلك بأربعة أعوام علي مسرح جلال الشرقاوي في مسرحية "بحبك يا مجرم" بدعوة من الممثل والفنان الكبير أسامة عباس وكان الثلاثة يتحدثون وفهمت أن لديهم موعد تصوير في التليفزيون، لكنني بطبيعة الحال لم أتطفل لكي أحصل منهم علي أي أخبار رغم أن عملي في مجلة الإذاعة والتليفزيون، ومنذ فترة كنت أتابع الفنان صلاح عبد الله والممثل والشاعر أحيانا علي منصة (X) تويتر سابقا، حيث اكتشفت أنه زملكاوي وأنه رياضي إلى أن تقابلنا في إحدى القرى السياحية في الساحل الشمالي (الساحل الطيب) وقبل مارينا العلمين بعدة كيلومترات، فتذكرت في الحال وأنا أصافحه أنا وزوجتي بالقرب من شاطئ البحر تاريخ هذا الفنان وصعوده إلي النجومية درجة درجة، فلم يكن لديه شللية حيث صعد إلى هذه النجومية بجهد وكفاح وتعب كبير إلي أن تم إسناد أدوار مهمة له في مسلسلات وأفلام تابعتها أنا شخصيًا، وقلت له أنا متابع لك منذ سنين طويلة وأنا جارك وقد قمت بمعايدتك أخيرًا في عيد الأضحي، فقال لي: اكتب لي علي الواتس وقول (حبيبك مهنى) عشان أنت عارف إن الوقت والتصوير دلوقتي ودوشة التليفونات وأنا سعيد بمعرفتك، ورددت عليه بأنني أسعد منه حظًا لأنني قابلته بعد 37 عامًا وبالصدفة، حيث كانت معه أسرته العزيزة زوجته وأبنائه وأحفاده.. هذا الفنان يستحق التكريم على مشواره الفني الذي بدأه وصعد إلى النجومية بنجاح دون شللية.
أرجو من منظمي مهرجان الدراما في العلمين هذا العام تكريم هذا الفنان الجميل الذي يقدم أدوارًا مهمة ونجح وصعد إلى درجات سلم الفن درجة درجة وأقول له: بالتوفيق يا عم صاصا.