النصيحة التى نقدمها للطلاب الناجحين فى الثانوية العامة وهم يستعدون للالتحاق بالجامعات بالاتجاه إلى التعليم الجامعى الرقمى والبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات عند اختيارهم للكليات.. إذا كانوا يريدون اللحاق بوظائف المستقبل.. وإذا كانوا يريدون أن يجدوا عملا بعد تخرجهم مباشرة ولا يقفوا فى طابور البطالة والعاطلين.
عليهم بالإقبال على الالتحاق بكليات الحاسبات والمعلومات و الذكاء الاصطناعى وكليات الطاقة الجديدة والمتجددة ومعالجة وتحليل المياه والروبوتات والطباعة الثلاثية الأبعاد والزراعة الرقمية، فضلا عن الكليات التكنولوجية وأقسام اللغات والترجمة والآثار وكليات التربية، وذلك باعتبارها هى التخصصات، التى يتطلبها سوق العمل فى الأيام القادمة.
وعليهم أن يعرفوا أن هذه التخصصات هى كليات القمة الجديدة وكليات الحاضر والمستقبل.. فقد تغيرت خريطة سوق الكليات والتخصصات وكذلك سوق العمل لتكون هذه التخصصات هى كليات القمة القادمة.. ولم تعد مقصورة على كليات الطب والهندسة والصيدلة.
فالمهم أن يضع الطلبة "نصب أعينهم" هذه التخصصات عند كتابة رغباتهم للالتحاق بالجامعات، والبُعد بقدر الإمكان عن الكليات التى عفا عليها الزمن.. وأصبحت "لا تودى ولا تجيب" وتكون نهايتها الوقوف فى طابور العاطلين.
فنحن لسنا فى حاجة إلى خريجين جدد من كليات الحقوق والآداب.. وهذه الكليات طريقها البطالة لكثرة خريجيها عن الحاجة.
وقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى هذا الأمر فى أحد اللقاءات بأن قال: "إن لدى مصر أعداد كبيرة من خريجى الحقوق والآداب والتجارة التى لا يحتاجهم سوق العمل".. ويمكن يكون هذا هو السبب فى إعطاء توجيهاته للقائمين على العملية التعليمية بالتوسع فى التعليم الرقمى والبرمجيات من العام الدراسى القادم بهدف إعداد جيل من المتخصصين فى التقنيات الجديدة وفى قطاع اتصالات البرمجيات بدءًا من الصف الرابع الابتدائى وحتى طلاب الجامعات.
وهو ما ينم عن مدى "بُعد نظر" الرئيس.
والحمد لله.. لقد وصل عدد كليات الحاسبات والمعلومات و الذكاء الاصطناعى فى مصر إلى 91 كلية ومعهد.. والبقية تأتى.. وهى كليات تستهدف تخريج مهنيين ذوى مهارات عالية فى تحليل البيانات والبرمجيات؛ لتعزيز قدرات الخريجين فى المنافسة فى سوق العمل المحلى والدولى.
وعلينا أن نودع الموروث الاجتماعى لما يسمى بكليات القمة وكليات القاع، بأن تكون نظرتنا للواقـــع العملــى وســوق العمــل..
حتى نتجنب البطالة.