يشهد عالمنا اليوم تحولات جذرية بفعل التقدم التكنولوجي الهائل، ولا سيما في مجال التسليح حيث تتسابق الدول لتطوير أسلحتها لتكون أكثر دقة وفتكًا، مما يغير قواعد اللعبة في الصراعات الإقليمية والعالمية، وخلال السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة التغيير بشكل مذهل، حيث تحولت التقنيات الحديثة إلي واقع ملموس مما يفرض تحديات علي الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ويشكل هذا التطور في مجال التسليح تهديدًا متزايدًا للأمن والاستقرار في العالم، فالأسلحة المتطورة بدءًا من الطائرات المسيرة ووصولًا إلي الأسلحة الذكية ، تزيد من حدة التنافس والتسلح بين الدول، وتشجع علي اتخاذ مواقف متشددة، كما أسهمت في إحداث ثورة حقيقية في كيفية إعداد وإدارة الحروب والصراعات العسكرية ، عن هذا التطور ومستقبل تكنولوجيا التسليح كان لـ «أكتوبر» هذا اللقاء مع أ. د. غادة عامر ، عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وزميل ومحاضر الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.
بداية ما أحدث التطورات التكنولوجية التي تؤثر علي الحروب الحديثة؟!
غالبًا ما كانت الحروب حافزًا للدول للتطور التكنولوجي السريع، وضرورة الابتكار من أجل البقاء والتفوق، وتستمر الصراعات المنتشرة اليوم عبر مناطق مختلفة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، في التأثير علي التقدم التكنولوجي، خاصة في المجالات العسكرية والدفاعية، فمثلا عمل دمج الروبوتات و الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية واستخدام الطائرات بدون طيار والأنظمة الروبوتية للتخلص من القنابل وأيضًا أدوات صنع القرار التي يقودها الذكاء الاصطناعي علي إعادة تشكيل الاستراتيجيات العسكرية وزيادة دقة وسرعة الاستجابات العسكرية مع استهداف تقليل الخسائر البشرية.
كما أدي الاعتماد علي الأقمار الصناعية للاتصالات والملاحة والاستطلاع إلي تحويل الفضاء إلي ساحة معركة استراتيجية، كذلك الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، وتقنيات التشويش عليها تشكل أهمية محورية في الحرب الحديثة، حيث تؤثر في النتائج علي الأرض وتسلط الضوء علي أهمية الهيمنة الفضائية، كذلك تكنولوجيا النانو والحرب البيولوجية التي ساعدت علي إنشاء مواد يمكنها تحسين الدروع والأسلحة والعلاجات الطبية، وعلي نحو مماثل، أثار التقدم في التكنولوجيا الحيوية مخاوف بشأن الحرب البيولوجية وأيضا أجهزة الاستشعار وأنظمة الاستهداف المحسنة التي تعمل علي تحسين دقة وقوة الأسلحة الصغيرة والمدفعية.
وهناك تطور كبير في أنظمة الصواريخ يمكنها من شن هجمات طويلة المدي أكثر دقة مما يغير التوازنات الاستراتيجية، كذلك تتضمن السفن البحرية الحديثة والغواصات والطائرات العسكرية تقنيات متطورة لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية.
كيف تغيرت طبيعة الصراعات المسلحة بفضل هذه التكنولوجيا؟!
كانت الحرب عنصرًا حاضرًا علي الدوام عبر التاريخ البشري، وكان للتكنولوجيا دائما دور في تطور هذه الحروب وتحقيق النصر لمن يمتلكها، فمن المعارك القديمة التي خاضت بالسيوف والدروع إلي الصراعات الحديثة التي دفعت بها التكنولوجيا المتقدمة، خضع وجه الحرب لتحولات كبيرة أدي إلي ولادة عصر جديد من القتال، مما غيّر جوهر الحرب نفسها، فمثلا أعادت الطائرات بدون طيار تعريف الهيمنة الجوية، حيث أصبحت واحدة من أكثر التقنيات التي تغير قواعد اللعبة في الحرب الحديثة من جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة إلي الضربات الدقيقة، فهي توفر للقوات العسكرية أداة متعددة الاستخدامات وفتاكة، ومع ذلك تأتي مع نشرها اعتبارات أخلاقية وقانونية معقدة تحيط بالأضرار الجانبية والإصابات المدنية.
كذلك خلقت الحرب السيبرانية تهديدات غير مرئية علي البني التحتية الحيوية والأنظمة الحكومية والشبكات الخاصة لتعطيل الاتصالات وإحداث الفوضي، فقد أصبح المتسللون والمجموعات التي ترعاها الدول ومجرمو الإنترنت لاعبين رئيسيين في ساحة المعركة، مما يشكل تحديًا للمفاهيم التقليدية للدفاع والأمن، أما عن الذكاء الاصطناعي فقد أصبح لا غني عنه في ساحة المعركة حيث تحلل خوارزميات التعلم الآلي كميات هائلة من البيانات، مما يعزز عمليات صنع القرار وتمكين الأنظمة المستقلة من التحليل التنبئي إلي أسراب الطائرات بدون طيار، ويعيد الذكاء الاصطناعي تعريف الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية ومع ذلك، فإن الاعتماد المتزايد علي الذكاء الاصطناعي في الحرب يثير أيضًا مخاوف بشأن الخسارة المحتملة للسيطرة البشرية والعواقب الأخلاقية المترتبة علي تفويض قرارات الحياة والموت إلي الآلات، ومن التقنيات التي عملت تحويلاً في التدريب العسكري تقنية الواقع الافتراضي، حيث توفر للجنود محاكاة واقعية لسيناريوهات القتال ومن خلال الواقع الافتراضي، يمكن للقوات ممارسة المهام، وصقل مهاراتها، والاستعداد للتحديات غير المتوقعة للحرب وهذا لا يحسن من فعاليتهم في القتال فحسب، بل يقلل أيضًا من خطر الإصابات الجسدية أثناء التدريبات.
تحديات الجيوش
وما التحديات الجديدة التي تواجهها الجيوش؟!
تواجه الجيوش العديد من التحديات نتيجة التطور التكنولوجي، فمثلا التهديدات السيبرانية التي تأتي نتيجة الاعتماد علي التكنولوجيا فيزيد من خطر الهجمات السيبرانية علي البني التحتية العسكرية، كذلك فإن عملية صيانة التقنيات الحديثة يتطلب خبرات عالية واستثمارات ضخمة، وهذا يشكل ضغطا وتحديا علي الجيوش التي لا تنتج دولها كل أو جزء من هذه التقنيات، ومن التحديات الخطيرة التي نتجت عن التطور التكنولوجي تدريب الجميع علي تلك التكنولوجيات، حيث إنه يجب علي كل أفراد الجيش من الجندي إلي أعلي رتبة التدريب والتكيف مع هذه التقنيات التي تتطور كل لحظة، وإلا من الممكن أن تتحول هذه التقنية بسبب الاستخدام الخاطئ إلي سلاح ضد الجيش الذي يمتلكه.
وما أبرز الأسلحة والأنظمة التقنية التي استخدمتها روسيا وإسرائيل في الحرب؟!
لقد استخدمت روسيا وإسرائيل مجموعة متنوعة من الأسلحة والأنظمة التقنية المتطورة في النزاعات العسكرية، والتي أثرت بشكل كبير علي سير المعارك، فمثلا استخدمت روسيا صواريخ كروز من نوع «كاليبر» في ضرب الأهداف الأرضية بدقة عالية، مما يسمح بتوجيه ضغوط كبيرة علي الخصوم من مسافات بعيدة، وفي أنظمة الدفاع الجوي استخدمت منظومة S-400 والتي تعتبر واحدة من أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، وتساعد في حماية الأجواء من الطائرات المعادية والصواريخ، كذلك استخدمت الطائرات بدون طيار مثل نوع Orlan-10 التي تُستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة، مما يعزز القدرة علي اتخاذ القرارات السريعة، ولأن روسيا تُعتبر واحدة من القوي البارزة في مجال الحرب الإلكترونية، وتتمتع بقدرات متقدمة في هذا المجال فقد استخدمت التجسس الإلكتروني عن طريق استخدام تقنيات متطورة لجمع المعلومات الاستخباراتية من خلال اختراق الشبكات والأنظمة، كذلك استخدمت التكنولوجيا المتطورة لتشويش الاتصالات والرادارات، حتي تعطل قدرات العدو علي التنسيق والرد.
أما إسرائيل فقد استخدمت نظام القبة الحديدية، وهو عبارة عن نظام دفاع جوي مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدي والقذائف، وقد أثبت فعاليته في حماية المدن، واستخدمت الطائرات الحربية المتقدمة مثل F-35 وهي طائرة شبحية مزودة بتقنيات متقدمة، مما يمنحها ميزة في التفوق الجوي، وكان استخدام الطائرات بدون طيار شيئًا أساسيا في عمليات الاستطلاع والضربات الجوية، فقد استخدمت طائرات بدون طيار مثل Hermes 450 وSkyStriker، كذلك استخدمت الأسلحة السيبرانية، حيث تمتلك إسرائيل قدرات متقدمة في الحرب السيبرانية، مما يمكنها من تنفيذ هجمات علي البنية التحتية الرقمية للخصوم، كذلك استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها علي غزة بطرق متعددة.
وما الدروس المستفادة من استخدام التكنولوجيا الحديثة في الحروب؟!
تُظهر التجارب أن التكنولوجيا ليست مجرد أداة في الحرب، بل هي عنصر أساسي يحدد نتائج النزاعات، وتعكس الدروس المستفادة من هذه التجارب الحاجة إلي التطوير المستمر والتكيف مع التغيرات في ساحة المعركة، وأنه يجب علي الجيوش الاستثمار في البحث والتطوير لضمان التفوق التكنولوجي في ساحة المعركة، وأنه يجب علي القادة العسكريين أن يكونوا مستعدين للتكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا وكيفية توظيفها واستخدامها في استراتيجياتهم، ولابد أن يكون هناك تحسين للتنسيق بين الوحدات المختلفة حتي يمكن أن يزيد من الفعالية العامة للعمليات العسكرية، كذلك لابد من الاستعداد علي جميع مستويات الدولة سواء المدنية أو العسكرية لمواجهة التهديدات السيبرانية التي قد تعطل الأنظمة العسكرية.
الذكاء الاصطناعي
في رأيك.. كيف ستغير أنظمة الأسلحة المستقلة المدعومة ب الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في الحروب المستقبلية؟!
ستغير أنظمة الأسلحة المستقلة المدعومة ب الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في الحروب المستقبلية بطرق متعددة، فمثلا يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات في وقت قياسي، مما يتيح استجابة سريعة للتهديدات، ولديها القدرة علي تحليل كميات ضخمة من البيانات فهي تعزز من فعالية العمليات العسكرية، وهذا كله يزيد من السرعة والفاعلية في جمع وتحليل وأخذ قرارات في جميع مراحل الصراع أو الحرب، ويمكن نشر هذه الأنظمة في مناطق النزاع المعقدة دون تعريض الأرواح البشرية للخطر.
كذلك يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين دقة الهجمات من خلال تحديد الأهداف بدقة أكبر، مما يقلل من الأضرار الجانبية، كذلك يمكن للأنظمة المستقلة التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة، مثل التضاريس والمناخ، ويمكنها تعديل استراتيجياتها بناءً علي المعلومات الجديدة، كما يمكن أن تغير الأنظمة المستقلة قواعد اللعبة لأنها تتطلب إعادة تقييم القوانين الدولية المتعلقة بالحروب وحقوق الإنسان، حيث تثير الأنظمة المستقلة تساؤلات حول المسئولية عن الأفعال، خاصة في حالة وقوع أخطاء، كذلك يمكن أن تعزز الدول التي تمتلك هذه الأنظمة من قوتها العسكرية، مما قد يغير ميزان القوي العالمي. وبالتأكيد قد يؤدي انتشار هذه التكنولوجيا إلي سباق تسلح جديد بين الدول.
مخاطر اخلاقية
وما المخاطر الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام هذه الأنظمة؟!
إن استخدام الأنظمة الذكية، مثل الذكاء الاصطناعي، يحمل مجموعة من المخاطر الأخلاقية والقانونية الخطيرة، فيمكن أن تعكس الأنظمة الذكية تحيزات موجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، مما يؤدي إلي نتائج غير عادلة، أو تمييز ضد مجموعات، أو أعراق، أو دول معينة، كما أنه قد يهدد خصوصية الأفراد لأنه يجمع البيانات الشخصية التي يمكن استخدامها دون علمهم، كذلك قد يكون من الصعب تحديد من يتحمل المسئولية عند حدوث خطأ أو ضرر نتيجة استخدام الأنظمة الذكية، سواء كان ذلك من المطورين أو المستخدمين، فجميع الأنظمة الذكية قد تكون عرضة للاختراق، مما يمكن أن يؤدي إلي تسريب بيانات حساسة أو استخدام النظام لأغراض ضارة، والأهم من ذلك هو التأثير الذي سوف يحدث في سوق العمل حيث يمكن أن تؤدي الأتمتة إلي فقدان وظائف، مما يثير قضايا أخلاقية حول تأثيرها علي العمال والمجتمعات، ومن المخاطر التي لم يتم تجاوزها إلي الآن هو أن العديد من الأنظمة الذكية تعمل كـ «صناديق سوداء»، مما يجعل من الصعب فهم كيفية اتخاذ القرارات، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية يثير مخاوف أخلاقية حول القرارات المتعلقة بالحياة والموت.
وكيف يمكن التخفيف من هذه المخاطر؟!
يمكن تخفيف المخاطر الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الأنظمة الذكية، بالقيام بعدة خطوات مثل وضع سياسات واضحة تتعلق بالخصوصية واستخدام البيانات، مع التأكيد علي الشفافية والمساءلة، توفير البيانات الصحيحة ومتنوعة لتقليل التحيزات في النماذج الذكية وضمان العدالة، والعمل علي القيام بإجراء مراجعات أخلاقية دورية للأنظمة الذكية قبل نشرها، لضمان توافقها مع المعايير الأخلاقية وهذا يكون في الدول المنتجة لهذه التقنية، وكذلك تطوير تشريعات واضحة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي وتحمي حقوق الأفراد، بما في ذلك قوانين حماية البيانات، ووضع إجراء تقييمات دورية للأنظمة الذكية لتحديد أي مخاطر جديدة وتعديل السياسات بناءً علي النتائج، العمل علي توفير تدريب للمستخدمين والمطورين حول المخاطر المرتبطة بالأنظمة الذكية وكيفية التعامل معها، وذلك لإشراك المجتمع في مناقشة القضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز الوعي والمساءلة، ويمكن العمل مع منظمات دولية لوضع معايير عالمية لاستخدام الأنظمة الذكية بشكل مسئول.
هل نحن بحاجة إلي اتفاقيات دولية لتنظيم تطوير واستخدام هذه الأنظمة؟!
نعم، هناك حاجة ملحة إلي اتفاقيات دولية جديدة لتنظيم تطوير واستخدام الأنظمة الذكية كي تساعد في وضع إطار قانوني وأخلاقي موحد للتعامل مع التحديات التي تثيرها هذه التكنولوجيا، وذلك لتوحيد المعايير الأخلاقية والقانونية بين الدول، مما يسهل التعاون الدولي في الاستخدامات الإيجابية ولمجابهة التحديات، كما أن وجود مثل هذه الاتفاقيات يمكن أن يساهم في حماية حقوق الأفراد من الانتهاكات المحتملة الناتجة عن استخدام الأنظمة الذكية، التي قد تتجاوز الحدود الوطنية مثل التهديدات السيبرانية وانتهاك الخصوصية والتحيز فهذا يستدعي استجابة دولية كذلك يمكن أن توفر الاتفاقيات إطارًا يضمن أن الابتكارات في الذكاء الاصطناعي تتم بشكل مسئول وأخلاقي.
ما آلية تفعيل ذلك؟!
لتفعيل عمل الاتفاقيات الدولية يمكن تنظيم مؤتمرات دولية تضم الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني لمناقشة القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، كذلك يمكن إنشاء لجان دولية متخصصة تعمل علي صياغة الاتفاقيات وتقديم التوصيات، والعمل علي تطوير مسودات قانونية يمكن أن تتبناها الدول وتعمل علي تنفيذها والتعاون مع الشركات التكنولوجية لضمان التزامها بالمعايير الأخلاقية والقانونية مع الأخذ في الاعتبار أن هذا صعب خاصة مع الدول المنتجة لهذه التكنولوجيا، كذلك لابد من إشراك المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية في تطوير وتنفيذ الاتفاقيات، ولضمان التنفيذ يمكن إنشاء آليات لمراقبة تنفيذ الاتفاقيات وتقييم فعاليتها بشكل دوري، لكن كل هذا لن يكون فعال دون رفع مستوي الوعي حول أهمية تنظيم الذكاء الاصطناعي وتأثيره علي المجتمع.
تحديات معقدة
ما دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة؟!
هناك عدة اتهامات موجهة ضد إسرائيل فيما يتعلق باستخدام الأسلحة ذاتية القيادة، حيث اتهمت منظمات حقوقية إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة والأسلحة ذاتية التشغيل بشكل أدي إلي أضرار جانبية كبيرة، بما في ذلك إصابة المدنيين وتدمير البنية التحتية، وتتضمن الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل أيضا مخاوف بشأن الأضرار الجانبية، والاستخدام المفرط للقوة، والافتقار للشفافية، والأخلاقيات العسكرية، مما يعكس التحديات المعقدة المرتبطة بتكنولوجيا الحرب الحديثة، وتعتمد إسرائيل علي طائرات مسيرة مزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي لتنفيذ مهام الاستطلاع والضربات الدقيقة، مما يقلل من المخاطر علي القوات البشرية، مثل الطائرة المسيرة «ماعوز» وهي طائرة انتحارية مسيّرة تحمل رأسا متفجرا يصل وزنه إلي 400 جرام، وتتمتع بمميزات مختلفة تساعد في عمليات الاغتيال والكشف عن مواقع المختبئين، وتستطيع التحليق في مختلف الظروف المناخية، بشكل عام يساهم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية من خلال تحسين تحليل البيانات، التخطيط العملياتي، تنفيذ المهام، والتواصل، مما يجعل العمليات العسكرية أكثر فعالية ودقة.
ما الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع انتشار الأسلحة البيولوجية؟!
لمنع انتشار الأسلحة البيولوجية الناتجة عن التكنولوجيا الحيوية والتعديل الجيني، يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات علي المستويات الوطنية والدولية، مثل وضع قوانين دولية تحظر تطوير أو استخدام الأسلحة البيولوجية، مع فرض عقوبات صارمة علي المخالفين، وهذا صعب تطبيقه لأن الدول العظمي هي من تتحكم في هذا النوع من الأسلحة، كما يمكن إنشاء لوائح تحكم الأبحاث في مجال التكنولوجيا الحيوية لضمان عدم استخدامها لأغراض عسكرية، وتعزيز المعاهدات مثل اتفاقية الأسلحة البيولوجية (BWC) لتقوية الالتزامات الدولية بعدم تطوير أو استخدام الأسلحة البيولوجية. والاهم تطوير آليات لمراقبة الأبحاث والتجارب في مجال التكنولوجيا الحيوية لضمان عدم استخدامها لأغراض عسكرية، وتشكيل فرق دولية للقيام بعمليات تفتيش دورية علي المنشآت البحثية، ودعم الأبحاث التي تهدف إلي تطوير تقنيات آمنة ومفيدة للبشرية، مع التركيز علي الاستخدامات السلمية، مع توفير التدريب للباحثين حول الأخلاقيات والمعايير المتعلقة باستخدام التكنولوجيا الحيوية.
ما مخاطر الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية علي الصحة العامة والبيئة؟!
تتسبب الأسلحة البيولوجية في تفشي أمراض معدية، مما يؤدي إلي إصابات جماعية وزيادة الوفيات، كذلك فإن الأسلحة الكيميائية يمكن أن تؤدي إلي حالات تسمم حادة تؤثر علي الجهاز التنفسي والعصبي والجلدي، وقد تؤدي إلي مشاكل صحية مزمنة مثل السرطان والأمراض التنفسية واضطرابات المناعة، ولو تسربت المواد الكيميائية إلي التربة والمياه، سوف تؤثر علي النظم البيئية وتؤدي إلي تلوث الموارد المائية. إن استخدام الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية يمكن أن يتسبب في تدمير المواطن الطبيعية وتدهور التنوع البيولوجي، حيث إن المواد الكيميائية قد تستمر في التفاعل مع البيئة لفترات طويلة، مما يؤدي إلي آثار سلبية مستمرة علي الحياة البرية والنظم البيئية.
التكنولوجيا الحيوية
هل يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية لعلاج الجنود المصابين بتطوير علاجات جديدة؟!
نعم، يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية بشكل فعال لعلاج الجنود المصابين وتطوير علاجات جديدة، يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين الرعاية الصحية للجنود المصابين، من خلال تطوير علاجات جديدة وفعالة تعزز من قدرتهم علي التعافي والعودة إلي الخدمة، فيمكن استخدام تقنيات مثل CRISPR لتصحيح الطفرات الجينية التي قد تؤدي إلي أمراض أو حالات صحية معينة، ويمكن تطوير علاجات تعتمد علي الأجسام المضادة لعلاج الإصابات أو الأمراض الناتجة عن التعرض للسموم أو العوامل البيئية، كذلك يمكن استخدام الخلايا الجذعية لعلاج الإصابات الخطيرة، مثل إصابات الحبل الشوكي أو الأنسجة التالفة، وأيضا يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية لتطوير لقاحات فعالة ضد الأمراض المعدية التي قد يتعرض لها الجنود في مناطق النزاع.
تحدٍ متزايد
ما المقصود بالحرب السيبرانية؟!
إن الحرب السيبرانية أو الهجمات السيبرانية تشير إلي مجموعة من الأنشطة الهجومية التي تُنفذ عبر الفضاء الإلكتروني بهدف تدمير، أو تعطيل، أو سرقة المعلومات، أو التأثير علي الأنظمة الحاسوبية، فالصراع الإلكتروني هو شكل من أشكال الصراع الذي يتم من خلاله استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تستخدم الدول أو الجماعات الهجمات الإلكترونية ضد خصومهم بهدف تدمير البنية التحتية، وسرقة المعلومات الحساسة، أو التأثير علي العمليات السياسية والاقتصادية.
كيف يمكن للدول حماية بنيتها المعلوماتية من الهجمات السيبرانية؟!
يمكن للدول اتخاذ عدة خطوات لحماية بنيتها التحتية الحيوية من الهجمات السيبرانية، وذلك عن طريق تطوير استراتيجيات الأمن السيبراني، ووضع سياسات وطنية تحدد الأدوار والمسئوليات، كذلك تطوير خطط استجابة فعالة للتعامل مع الهجمات السيبرانية، والعمل الدائم علي ضمان تحديث الأنظمة والبرمجيات بانتظام لسد الثغرات الأمنية، والعمل علي حماية البيانات الحساسة باستخدام تقنيات التشفير المتقدمة، وإجراء اختبارات اختراق دورية لتحديد الثغرات وتحسين الأمان، كما يمكن للدول التعاون فيما بينها لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية، ويمكن القيام بذلك عن طريق الانضمام إلي مبادرات دولية لتعزيز الأمن السيبراني، العمل علي تأمين المواقع المادية التي تحتوي علي أنظمة حيوية، عن طريق إجراء تقييمات دورية للمخاطر لتحديد نقاط الضعف، ولابد من زيادة الاستثمار في التكنولوجيا خاصة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حيث يمكن استخدامه في تحليل كميات كبيرة من البيانات للتنبؤ بالتهديدات السيبرانية، والأهم دائما توعية العنصر البشري حيث إنه الحلقة الأضعف وذلك عن طريق توفير تدريب دوري للموظفين حول أفضل ممارسات الأمن السيبراني، ونشر الوعي بين المواطنين حول التهديدات السيبرانية وكيفية التصدي لها.
ما الدروس المستفادة مما نراه بالنسبة لتطوير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية في المستقبل؟!
إن العلاقة المتطورة باستمرار بين الحرب والتكنولوجيا تشكل مستقبل الصراعات المسلحة في حين توفر التطورات التكنولوجية فرصاً غير مسبوقة للدقة والكفاءة وحماية الجنود، فإنها تجلب أيضا معضلات أخلاقية ومخاطر محتملة للسكان المدنيين، وبينما نحتضن إمكانات التكنولوجيا في الحرب، فمن الأهمية بمكان أن نأخذ في الاعتبار آثار هذه الابتكارات علي السلام والأمن العالميين، وسوف يكون إيجاد التوازن بين التفوق التكنولوجي والمسئولية الأخلاقية أمراً بالغ الأهمية بينما نبحر في الأراضي غير المستكشفة لساحة المعركة الحديثة، ومن خلال هذا الاستكشاف للحرب والتكنولوجيا، نأمل في تعزيز فهم أعمق للطبيعة المتطورة للصراع في القرن الحادي والعشرين، ومع استمرار التكنولوجيا في دفع حدود ما هو ممكن في الحرب، فمن الضروري الانخراط في مناقشات مستنيرة يمكن أن تشكل اتجاه الابتكار العسكري وتأثيره علي العالم. وفقط من خلال مراعاة الأبعاد الأخلاقية والقانونية والإنسانية يمكننا ضمان أن تعمل التكنولوجيا كقوة من أجل الخير بدلاً من أن تكون نذيراً للتدمير في مسرح الحرب.