أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة تعمل حاليًا على تعزيز قدراتها في منطقة الشرق الأوسط وسط تنامي التوترات بين إسرائيل و إيران ومخاوف من التصعيد بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في العاصمة طهران.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها إن البنتاجون أعلن اليوم أنه سيرسل غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط وسوف يسرع وصول حاملة طائرات ثانية مع استعداد المنطقة لرد إيراني محتمل على مقتل الزعيم السياسي ل حماس في طهران.
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أبلغ نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، عبر الهاتف أمس، أن عمليات النشر تعزز الموقف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط في ضوء التوترات الأخيرة التي تصل إلى ذروتها في الأشهر العشرة من الحرب على غزة بعد مقتل شخصين بارزين في عاصمتي لبنان وإيران.
ووفقا للصحيفة، أبلغ أوستن، جالانت أنه أمر مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن، المجهزة بمقاتلات إف-35 سي، بالتحرك بسرعة أكبر إلى الشرق الأوسط، حيث ستضاف إلى قدرات مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت الموجودة بالفعل في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين دفاعيين قولهم إن لينكولن تتحرك بسرعة نحو المنطقة لأن واشنطن ترغب في تداخل مجموعتي حاملة الطائرات قبل مغادرة روزفلت ومن غير الواضح إلى متى ستحتفظ الولايات المتحدة بحاملتي الطائرات في هذه المنطقة.
وأضافوا أن لينكولن موجودة حاليًا بالقرب من بحر الصين الجنوبي وستستغرق أسبوعين تقريبًا للوصول إلى الشرق الأوسط.
ونوهت الصحيفة بأن لينكولن وروزفلت هما حاملتا طائرات تعملان بالطاقة النووية من فئة نيميتز ويمكنهما حمل عشرات الطائرات. ووفقًا للبحرية، يمكن للغواصة الموجهة بالصواريخ التي تم طلبها للمنطقة، يو إس إس جورجيا، حمل أكثر من 150 صاروخ توماهوك.
وتابعت الصحيفة أن هذا التصعيد يأتي بعدما قتلت غارة جوية إسرائيلية في بيروت مسؤولاً بارزًا في حزب الله أواخر الشهر الماضي، وبعد ساعات، قُتل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لـ حماس ووجه المجموعة في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في هجوم على دار ضيافة تابعة للحرس الثوري في طهران، بعد وقت قصير من حضوره تنصيب الرئيس الإيراني الجديد فيما ألقت إيران باللوم في الهجوم على إسرائيل وتعهدت بالانتقام ولم تعلق إسرائيل علنًا على القتل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناس في جميع أنحاء المنطقة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر على مدى الأسبوعين الماضيين ردًا، وفي الوقت نفسه، كثفت الولايات المتحدة و إسرائيل الاستعدادات العسكرية لصد أي هجوم، كما فعل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عندما أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل في أبريل الماضي.
ونقلت الصحيفة عن بريان فينوكين، المستشار الأول في برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية لحل النزاعات قوله إن الإعلان العام الذي أصدره البنتاجون بشأن نقل الأصول يشير إلى أن عمليات النشر تهدف إلى أداء وظيفة الردع.
وقال فينوكين، الذي كان محاميًا سابقًا يعمل في قانون الحرب في وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الانتقام من إسرائيل من قبل إيران وحلفائها وضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وذلك بعدما أصيب خمسة من أفراد الخدمة الأمريكية واثنان من المتعاقدين الأمريكيين في هجوم صاروخي على قاعدة أمريكية في العراق الأسبوع الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهجوم الإيراني قد يؤثر أيضًا على الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإحياء المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه أيضًا أن يضمن إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.
وذكرت الصحيفة الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة حذرت إيران بشكل مباشر ومن خلال وسطاء من أنها قد تتعرض لضربة مدمرة إذا شنت هجومًا كبيرًا ضد إسرائيل.