كشف معهد برشلونة للصحة العالمية، في دراسة حديثة، وفاة 47 ألفًا و690 شخصًا في قارة أوروبا جراء الحرارة الشديدة في عام 2023 في واحدة من أسوأ معدلات الوفاة خلال السنوات القليلة الأخيرة.
وقالت الدراسة - حسبما ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية اليوم الثلاثاء - إن هذه الحصيلة هي ثاني أعلى رقم في السنوات التسع الماضية، برغم أنها أقل من الرقم القياسي المحزن لعام 2022 - عندما فقد أكثر من 60 ألف شخص حياتهم للأسباب نفسها ووفقا للباحثين.
وأشارت تقديرات الباحثين في الدراسة إلى أنه بالنسبة لعام 2023، فإن عدد الوفيات يتراوح بين ما يقرب من 30 ألفا وما يزيد قليلًا عن 65 ألفًا، وقبل كل شيء، فإن الحرارة استمرت في التسبب في العديد من الوفيات - وخاصة بين كبار السن - في عام 2023، الذي كان صيفه ثاني أكثر فصول الصيف حرارة في قارة أوروبا.
وتقدر الدراسة، التي تجمع بيانات عن 35 دولة أوروبية، أن الوفيات كانت ستكون أعلى لولا اتخاذ التدابير المناسبة من جانب الدول للاستجابة للحرارة.
وأشار معدو هذه الدراسة إلى أن العديد من الدول الأوروبية قامت بتقييم الخطر أثناء موجة الحر السابقة عام 2003، وخلصت تقديراتها إلى أنها قتلت 70 ألف شخص في أوروبا، حتى لو كان من الصعب مقارنة هذا الرقم بدقة بتقديرات الفترة الحالية، لأسباب منهجية.
واعتبر الباحثون أن سبب هذا الانخفاض في معدل الوفيات هو التأثير الإيجابي لخطط الاستعداد للحرارة المعمول بها الآن، ومع ذلك يرون أن هذه السياسات غير كافية وحدها، إذ سيتعين بالضرورة أن تكون مصحوبة بتدابير أكثر استباقية في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويأتي نشر الدراسة في الوقت الذي تتعرض فيه فرنسا منذ عدة أيام لموجة من الحرارة الشديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المدن.