متلازمة ستوكهولم ، هي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع الخاطف، كما حدث في الواقعة الشهيرة التي كانت سببًا في تلك التسمية، حينما اقتحم شخصان أحد البنوك في مدينة ستوكهولم عاصمة السويد عام 1973، واحتجزوا مجموعة من الرهائن لعدة أيام، وفوجئ الجميع بتعاطف هؤلاء الرهائن مع مختطفيهم عقب الإفراج عنهم، لدرجة جمع الأموال لهم ودفع أتعاب المحامين للدفاع عنهم!
وبالإضافة إلي الفيلم الأمريكي الشهير الذي تم إنتاجه عن تلك الواقعة ويحمل اسم «قصة ستوكهولم» من بطولة «نومي راباس» و«مارك سترونج»، فهناك أفلام أخري شهيرة عن نفس الظاهرة الإنسانية الغريبة، ومنها «كينج كونج»وفيلم «من أجل فانداتا» وفيلم «عيد العمال» بطولة الجميلة «كيت وينسليت».
وعالج السيناريست الراحل وحيد حامد نفس الفكرة في نهاية فيلم « الإرهاب والكباب » من إخراج شريف عرفة وبطولة عادل إمام ويسرا ، عندما تعاطف المخطوفون مع الشخص الذي احتجزهم وقاموا بتهريبه معهم!
وتدور أحداث الفيلم بمجمع التحرير، حيث يتوجه أحمد " عادل إمام " لنقل طفليه من مدرسة إلي أخري، ويصطدم هناك بعدم وجود الموظف المختص ويبحث عنه لأيام طويلة وأماكن عدة ويفقد أعصابه ويتدخل الأمن، وتتطور الأحداث ليجد نفسه فجأةً يحمل سلاحا مشهرا وسط المواطنين، يتخذ بعض الرهائن وينضم إليه بعض الموجودين وسرعان ما تأتي قوات الشرطة لتحاصر المكان، وتتم المفاوضات بوجود وزير الداخلية الذي يتابع الموقف، ويفاجأ بأن مطالبهم شخصية بحتة.
يأمر الوزير الخاطفين بإطلاق الرهائن وإلا سيهاجم المكان بكل من فيه بما في ذلك الرهائن فيترك «أحمد» الرهائن، لكنهم يأبون أن يتركوه وراءهم ليواجه مصيره وحده، فيطلبون منه الخروج معهم هو ومن معه وكأنهم رهائن، وذلك بعد أن شعروا بأن مطلبه كان يمثل مطالبهم جميعا في البحث عن العدل، ويخرج الجميع من المبني فتدخل الشرطة لكي لا تجد أحدًا وكأن المكان لم تكن به عملية إرهابية منذ لحظات.
كما كتب وحيد حامد أيضًا أفضل فيلم عربي حول نفس الظاهرة، وهو « سوق المتعة » بطولة محمود عبد العزيز و إلهام شاهين وإخراج سمير سيف وإنتاج عام 2000.
والحقيقة أن هذا الفيلم من أجمل وأفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية ، لكنه لم ينل حتي الآن الفهم والتقدير اللازم الذي يستحقه سواء من النقاد أو الجمهور، وتدور أحداثه حول السجين الذي يخرج إلي النور وتهبط عليه ثروة مفاجئة ممن تسببوا في سجنه، فلا يعرف كيف يتعامل مع الحرية التي لم يتعود عليها ويبني سجنًا ويضع نفسه من جديد تحت رحمة السجان الذي كان يمارس عليه القهر والظلم والإهانة طوال فترة سجنه!