أكد رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، اليوم الإثنين، أن مفاوضات وقف إطلاق النار الحالية هي فرصة أخيرة لاستعادة أسرى الاحتلال وهم أحياء، لافتًا إلى أنه إذا فوت نتنياهو هذه الفرصة كما يقوم فعليًا بتعطيل المفاوضات الجارية، فلن يكون هناك ضمان بأن يبقى أي أسير من الإسرائيليين حيًا في ظل عمليات القصف الهمجية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقال "البرغوثي": "كان هناك فرصة اليوم للوصول لاتفاق بين الجانبين، حيث أبدى الجانب الفلسطيني مرونة كبيرة وقبول لـ اقتراح بايدن، ولكن للأسف غير الجانب الإسرائيلي اقتراحه، وطلب عقد صفقة مؤقتة لإطلاق النار على أن يعود جيش الاحتلال بعد 6 أسابيع لشن الحرب على غزة من جديد".
وأضاف أن نتنياهو يؤكد من خلال مقترح بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا ومعبر رفح، استئناف الحرب على غزة بعد إتمام الصفقة، الأمر الذى يخالف ما نص عليه بايدن في اتفاقه بانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا، لافتًا إلى أن بقاء قوات الاحتلال أيضًا في محور نتساريم يعني عدم وجود حرية لعودة المدنيين إلى شمال غزة، لذلك هناك تناقض كبير بين المقترح الأمريكي الجديد وبين المقترح الأصلي الذي قدمه بايدن.
ولفت إلى أن المقاومة و حماس لن تقبلا بهذا الاتفاق المجنون الذي يقضي بشن حرب جديدة على غزة فور تسليم الأسرى الإسرائيليين، وبقاء قوات الاحتلال في محوري فيلادلفيا ونتساريم واستمرار العدوان على قطاع غزة.
وأشار إلى أن إيران وحزب الله ينتظران نتائج المفاوضات الحالية، حيث امتنع كلاهما عن الرد على الجرائم الإسرائيلية الأخيرة وعمليات الاغتيال لإعطاء فرصة للمفاوضات لتؤتي ثمارها، مؤكدًا أن المفاوضات عادت لنقطة ما تحت الصفر، ما سيدفع إيران للرد، الأمر الذي سيسعد نتنياهو بجر المنطقة لحرب إقليمية وتحقيق أهدافه بإفشال الصفقة الجارية لخدمة مصالحه السياسية الخاصة.
وأكد أن نجاح المفاوضات الآن في يد الولايات المتحدة الأمريكية، فإذا أرادت منع حرب إقليمية، ووقف نتنياهو عن سحبها لمواجهة شخصية مع إيران، فعليها الضغط عليه الأن لإلغاء الشروط الإضافية التي وضعها والقبول بالصفقة الرئيسية المتوافق عليها من جميع الأطراف.
وقال "البرغوثي" إن زيارة "بلينكن" الحالية لن تضيف أي جديد لتفكيك الصراع الدائر في المنطقة، ولكنها تعطي ثقلًا ودعمًا لـ إسرائيل، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالأسلحة الجديدة والقذائف والطائرات بما يعادل مبلغ 20 مليار دولار.