40% يؤمنون أن الذكاء الاصطناعي مديرًا أكثر كفاءة من الإنسان

40% يؤمنون أن الذكاء الاصطناعي مديرًا أكثر كفاءة من الإنسانالذكاء الاصطناعي

كشفت نتائج دراسة حديثة، تحت عنوان "الإثارة والخرافة وانعدام الأمن الكبير - كيف يتفاعل المستهلكون العالميون مع العالم الرقمي"، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً فاعلاً جديداً في المجتمع.

ووجدت الدراسة ذاتها أيضاً أن الذكاء الاصطناعي يلعب اليوم أدواراً جديدة في المجالات التي قد ينجح فيها ويحظى بثقة البشر.

واستناداً إلى إحصاءات أوردها موقع Similarweb، تمكّن ChatGPT، وهو أحد أشهر روبوتات الذكاء الاصطناعي في العالم، من حصد 153 مليون زيارة في الشهر الأول بعد إطلاقه في نوفمبر 2022، وبلغ مستوى الذروة عندما نجح في استقطاب ملياري زيارة في أبريل 2024.

وعلى ضوء التقدم السريع الذي يحرزه الذكاء الاصطناعي، أجرت كاسبرسكي دراسة متعمّقة لاستكشاف مستويات الثقة الحالية في الذكاء الاصطناعي. وتناول دراستها للأدوار التي يمكن أن يلعبها، بدءاً من المناصب الإدارية في مكان العمل، وحتى المساعدة في اتخاذ القرارات المهمة في الحياة الواقعية.

وبناءا على هذه الدراسة، يرى المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يعتبر عضواً فاعلاً في فرق العمل، ويرتقي إلى مناصب الإدارة العليا، بل إن 40% منهم يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل بعدل وإنصاف بشكل أفضل من الإنسان عندما تُعهد إليه مهام إدارية.

ويعتبر التعليم واحداً من المجالات الأخرى التي يمكن أن يلعب فيها الذكاء الاصطناعي دوراً نشطاً.

ويتوقع ما يقرب من نصف المشاركين (60%) أن يتم تعليم الأطفال من خلال التجربة الافتراضية وعالم الميتافيرس في المستقبل القريب.

وأعرب نصف المستهلكين (53%) عن اعتقادهم بأن الذكاء الاصطناعي قد أصبح بالفعل جزءاً جوهرياً لا يمكن الاستغناء عنه في حياتهم، كما ينظر 46% منهم بطريقة إيجابيه حول قدرته على توفير العديد من الفرص الرائعة والارتقاء بجودة المستقبل للجميع. ويعترف غالبية المشاركين بأن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات ملحوظة عند توظيفه في المجالات الإبداعية، في حين يعتقد 59% منهم أن الذكاء الاصطناعي يعدّ منتجاً يمكن الوثوق به للأعمال الفنية.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل يمكن أيضاً اعتبار الذكاء الاصطناعي رفيقاً موثوقاً ومساعداً في الحياة اليومية، وعبّر أكثر من نصف المشاركين (67%) عن رغبتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة حياتهم اليومية بمستوى أعلى من الكفاءة.

وقال ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع (60%) إنهم مستعدون لاستخدام روبوت الدردشة المدعوم ب الذكاء الاصطناعي لإجراء المحادثات عبر الإنترنت، في حين يرغب 38% باستخدامه لمساعدتهم في العثور على الشريك المناسب في تطبيقات التعارف. ويعتقد 58% أن العلاقات الإنسانية ستتغير بسبب تأثير الذكاء الاصطناعي، لاسيّما وأن الشخصيات الافتراضية قد أخذت تحل بالفعل مكان شركاء الحياة الواقعيين.

وفي تعليقه على هذه النتائج، قال "فلاديسلاف توشكانوف" مدير مجموعة تطوير الأبحاث لدى كاسبرسكي: "نشهد اعتماداً متزايداً للذكاء الاصطناعي، واتخاذه أداة قيّمة تساعد الناس في مجالات متنوعة. وفضلاً عن التطبيقات التقليدية، مثل معالجة البيانات وتحليلها، فقد تم توظيف الذكاء الاصطناعي في أدوار شخصية أكثر إثارة للاهتمام، بما في ذلك العلاقات الرومانسية والتعليم والعمل. وبالتوازي مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت قدرتها على دفع الابتكار وتحسين التجارب البشرية تكتسب المزيد من العمق".

ومع ذلك، فإن هذا التقدم يحمل معه أيضاً مخاطر غير متوقعة وتهديدات معقدة، ومن أبرزها الاعتماد المفرط، والثقة المتناهية في الأخذ بنصائح الذكاء الاصطناعي، ولا ننسى التهديدات الناجمة عن التصيد الاحتيالي المقترنة ب الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق وحتى سرقة الهوية. وهذه هي التحديات التي ينبغي علينا التعامل معها ومعالجتها عبر العديد من المستويات".

ولحماية المستخدمين من التهديدات التي يحملها الذكاء الاصطناعي، تقترح كاسبرسكي اتباع الإجراءات التالية:
تثبيت حل الأمن السيبراني الموثوق لتوفير الحماية للمستخدمين ضد التصيد الاحتيالي المعزز بالذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال اكتشاف الصفحات الضارّة ومنع التفاعل معها. وسيساعد هذا الحل المقترح في تحديد وحظر رسائل البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية الاحتيالية التي تهدف إلى سرقة المعلومات الشخصية.

لمواجهة المخاطر الناجمة عن التزييف العميق، يُنصح بتجنب الثقة في الطلبات الفورية للبيانات أو الأموال، حتى لو كانت تبدو وكأنها من الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو الزملاء. ويجب التحقق من صحة الطلب عن طريق الاتصال بالشخص المعني.

كما نصح الخبراء بضرورة الاستعانة بـِ "مدقق الخصوصية عبر الإنترنت" كإجراء ضروري لضبط إعدادات الخصوصية للحدّ من التعرّض لممارسات سرقة الهوية المعززة بالذكاء الاصطناعي. ومن شأن هذه الطريقة أن تحدّ من كمية المعلومات الشخصية التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، الأمر الذي يزيد من صعوبة استغلال الجهات التي تمثّل تهديداً للبيانات الشخصية.

أضف تعليق