كاملا هاريس ذلك الحصان النافر الذي خرج من عباءة بايدن العجوز ، هل ستعيد تشكيل خارطة الانتخابات الامريكية التي كانت بدأت الانحياز للثعلب العجوز ترامب ، وهل سيأتي نوفمبر القادم بمفاجأة ونجد امراة ديمقراطية ممثلة في هاريس تحكم العالم ؟!
خلال الأيام الماضية استطاعت هاريس التغلب علي الفجوة أو الفارق بينها وبين ترامب في نسبة الأصوات المحتملة في الانتخابات الرئاسية القادمة بل تفوقت علية بنسبة معقولة وكسبت منه أرضا جديدة واستطاعت التغلب عليه في عقر داره، وانحاز إليها أربعة ولايات هامة من الكتلة التصويتية ل ترامب وهي ولايات مايعرف بحزام الشمس.
إذن فكامالا هاريس تسير بخطي ثابتة وواثقة نحو فترة رئاسية جديدة للديمقراطيين ، مدعومة بالشعب الأمريكي المحب للسلام والمناهض للسياسات الإسرائيلية والعدوان الهمجي الذي شنته وما زالت علي الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي المقابل فإن ترامب يتزمل ويتكأ علي اللوبي الصهيوني المتطرف وما قدمه لإسرائيل خلال فترة رئاسته من خدمات سياسية ولوجستية وعسكرية، حاربت لسنوات من أجل الحصول عليها ، مثل جعل القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية ومعاهدات التطبيع المجاني المعروفة بالمعاهدات الإبراهيمة، وغيرها الكثير من الخدمات بل الخروقات المخالفة للقانون الدولي، ولما لا وهو مهندس مشروع القرن وآراءه حول الحرب علي غزة معلومة للجميع.
والغريب في الأمر أن العالم بأسره يرقب عن كثب ويترقب نتيجة تلك الانتخابات وأثرها علي السياسة العالمية عامة وعلي منطقة الشرق الأوسط خاصة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستتفوق هاريس في الانتخابات القادمة مستغلة حالة السخط العالمي ضد إسرائيل ، كونها وحزبها مع حل عادل للقضية الفلسطينية ومع حل الدولتين، رغم أن رؤية حزبها غير واضحة بهذا الصدد فما يعلنونه في العلن يدبرون عكسه في الخفاء والفيتو الأمريكي خير شاهد علي هدم لكل قرار أممي ينهي الحرب الضروس التي تشنها إسرائيل علي شعب أعزل من السلاح والطعام.
أم أن ترامب مازال ممسكا بخيوط اللعبة وحظوظه مازالت قائمة، ولديه الكثير من المفاجآت التي ربما تصل به إلي البيت الأبيض.
أيا كان الفائز. ستظل أمريكا هي الحاكمة وهي المهيمة علي العالم شرقه وغربه، وستظل سياستها ثابتة لا تتغير ، وستظل هكذا طالما دول العالم ارتضت هذا الخنوع وعملت بمقولة "ابعد عن الشر وغني له".
نعم لما لا وأمريكا هي محور الشر ومحور كل ابتلاءات الإنسانية، وهي من صنعت طالبان وداعش وبوكو حرام وقوات الدعم السريع وغيرها من الحركات الانفصالية والإرهابية، ولكن بما اننا كعرب أكثر المتضررين من السياسات الأمريكية لابد أن يكون لنا دور في اختيار حاكم أمريكا بدلا من ترك الساحة للوبي الصهيوني كلاعب أوحد ، وأعتقد أننا نملك تلك القدرة لكن لا نملك وسيلة تفعيلها، طالما نعمل بشكل منفرد بل تغلبت علينا أنانيتنا وتناسينا عروبتنا وغلبنا مصالحنا الشخصية علي أمننا القومي.
ومن الآن أقولها: إن من يتعشم في أن أمريكا بقطبيها الديمقراطي أو الجمهوري تحمل خيرا للعالم أو الإنسانية فهو واهم واهم، أمريكا لا تعترف إلا بالقوة ولن تكون غير القوة سبيل لردعها، والمقصود بالقوة في حديثي ليست حربا بالمفهوم التقليدي ، أنا أقصد لابد أن تواجهها تكتلات اقتصادية وقدرة تكنولوجية قادرة علي صناعة المعلومة وإدارتها.
دون ذلك ستظل أمريكا تهرس رقاب الجميع.