أعتقد أننا في حاجة لمؤتمر قومي للتعليم ما قبل الجامعي، وأن يشارك فيه كل المعنيين، وينتهي "بوثيقة" شاملة تكون هي أساس عمل المجلس الأعلي الدائم للتعليم في مصر.
هذا ما كتبته في 21 يوليو الماضي، مؤكدًا أن التعليم "قضية مجتمع" ولا يجوز أن يظل "حقل تجارب" لمن يتولي مسئولية الوزارة ، ولكن يبدو أن الوزير الجديد أراد أن يبين "أمارة" علي كفاءته وقدرته علي العلاج السريع لبعض المشاكل المزمنة التي يعاني منها التعليم في مصر، التي دفعت الطلاب في المرحلة الثانوية لهجرة المدارس والانتظام في "سناتر" الدروس الخصوصية ، وهو الاتجاه الذي أضعف العملية التعليمية وحمل الأسر المصرية مبالغ طائلة.
لقد أراد الوزير علاج مشاكل تكدس الفصول بالتلاميذ، والعجز في المدرسين، وغياب الأنشطة.. بأن يخفض عدد المواد المقررة، ومد السن بعد المعاش، وتطبيق نظام الحصص، مع البدء في تعيين حوالي 30 ألف معلم وهي "إجراءات سريعة" تمثل خطوة علي طريق العلاج الشامل لمنظومة التعليم ، ولعلها تعيد الطلاب إلي المدارس وتعود "العلاقة المباشرة" بين التلاميذ وأساتذتهم، فضلًا عن ممارسة الأنشطة المتنوعة من موسيقي، ورياضة، ومكتبة وكشافة.. إلخ.
مرة أخري.. هي إجراءات" عاجلة" وتكشف عن الرغبة والعزيمة والإصرار علي التغيير والإصلاح، ولكن أعتقد - نظرًا لأهمية الموضوع، حيث يتعلق بإعداد أجيال جديدة – لا بد من العمل علي عقد مؤتمر قومي يشارك فيه أطراف العملية التعليمية جميعًا من مدرسين، خبراء، أولياء أمور، طلاب.. وأن يتاح له الوقت الكافي للنقاش العميق، علي أن ينتهي بميثاق عمل لعشرات السنوات المقبلة.
يبقي التساؤل عن المصادر التي يعتمد عليها بعض كُتّاب الأعمدة بالصحف، والنشطاء علي وسائل التواصل، فقد أجمعوا علي إلغاء التاريخ والجغرافيا والفلسفة واللغة الثانية ومواد أخري، ولم يكن هذا صحيحًا، فقد أعلنت التعديلات في مؤتمر صحفي ونشرت بكل الوسائل.
وحقيقة الأمر أنه أعيد تنظيم المواد ودمج بعضها وترحيل بعضها لسنوات تالية.. فمثلًا: المناهج المقررة في أولي ثانوي هي العربي، اللغة الأجنبية الأولي، تاريخ، رياضيات، علوم، فلسفة ومنطق.
الصف الثاني الثانوي: عربي، لغة أجنبية أولي، تاريخ، جغرافيا، علم نفس ورياضيات، مع تغيير بسيط في الشعب للتخصص.
مع استمرار اللغة الأجنبية الثانية، والدين والتربية الوطنية مادة نجاح ورسوب، وقد تكون اللغتان "الألمانية أو الفرنسية" هي اللغة الأولي، والمعني أنها لم تلغي وكذلك الفلسفة وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا.