" الذباب الإلكتروني " .. صناعة تشويه المجتمع

" الذباب الإلكتروني " .. صناعة تشويه المجتمعحاتم فاروق

الرأى23-8-2024 | 18:50

الانتشار الواسع لـ « اللجان الإلكترونية »، أو كما يطلق عليها الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي فى مجتمعنا خلال السنوات الماضية، يؤكد أن هذه الظاهرة الخطيرة كانت ومازالت صناعة يقودها مؤسسات وشركات تعمل فى الخفاء؛ بهدف نشر الشائعات والأخبار والدعاية المضللة والهجوم على الخصوم وتشويه الأشخاص والمؤسسات، وتحقيق المكاسب المادية على حساب المجتمع وسلامته من التطرف وانتشار العنف والكراهية. حسابات وهمية لا حصر لها تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تحاول بشتى الطرق خلق صور ذهنية مغلوطة عن الواقع الاجتماعي وعلاقات البشر بعضهم البعض، سواء من خلال تشويه أو تلميع الآخر لصالح من يدفع أكثر، وهو ما يشير إلى أن الذباب الإلكتروني لم تعد ظاهرة «عفوية» انتشرت قبل سنوات لأغراض سياسية، أنما أصبحت آلة منظمة يعمل على تأسيسها وتنظيمها «خفافيش ظلام» لهدم العلاقات الاجتماعية السوية بين أفراد المجتمع، وخلق رأي عام مخالف للأعراف والتقاليد المصرية العريقة.

تشير كافـة بيانات المراكـــز البحثيـــة المتخصصة فى عمل شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن مصر أكثر دول المنطقة تعرضا لهجوم الذباب الإلكتروني ، الحقيقة التي لابد تداركها من خلال الوقوف على طرق تمويل هذه اللجان، سواء من الخارج أو الداخل، وطرق استقطابها للشباب وأماكن عملها والقائمين على تنظيمها ورسم توجهاتها والتعرف على سماسرة التمويل وأهدافهم الخفية من جراء انتشار هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة. استدراج الشباب الباحث عن وظيفة بعد سنوات طويلة من الدراسة للعمل داخل دائرة الدعايات وإطلاق الشائعات، طريقة منظمي هذه اللجان، وهو ما كان واضحا من حجم التعليقات المتشابهة على منصات التواصل الاجتماعي والدخول بشكل جماعي على حسابات بعينها ولصالح أشخاص يبادرون بدفع مبالغ ضخمة لنشر التفاهات والضحية هنا أبناؤنا الذين أصبحوا فريسة لتلك الدعايات العشوائية والشائعات المدفوعة. الحقيقة أن الجهات المختصة بتقنين أوضاع المواقع الإلكترونية والحسابات والأنظمة التكنولوجية والتقنية فى مصر، أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضي بالعمل على وضع آليات وقوانين لمراقبة عمل اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، الظاهرة التي أصبحت تهدد بشكل مباشر السلم الاجتماعي فى بلدنا، حمى الله مصر وشعبها العظيم.

أضف تعليق