الحمار هو رمز الحزب الديموقراطي الأمريكي ، وإذا ما أسقطنا الرمز علي كوادر الحزب فقلنا: إن كامالا هاريس ، مرشحة الحزب لمنصب الرئاسة "حمارة"، فلا هي سبة ولا شتيمة، ولا غضاضة، واليوم الأربعاء 21 أغسطس 2024 (تاريخ كتابة هذا الكلام) يتزامن مع اليوم الثاني من أيام انعقاد المؤتمر الثلاثة للحزب الديموقراطي، الذي سوف يتم في نهايته الإعلان الرسمي لترشيح هاريس منافسة لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات علي مقعد رئيس سيدة العالم الولايات المتحدة الأمريكية.
هاريس ليست المرأة الأولي، التي يدفع بها الديموقراطيون لتنافس علي منصب الرئيس، فقد سبقتها هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، وكانت أيضا منافسا لترامب، وانتزع الرئيس السابق المنصب، وحكم أمريكا لفترة رئاسة أولي بعقلية المقامر وأسلوب البلطجي، وأبدع في التطبيق ليس فقط مع الخصوم ولكن مع الأصدقاء أيضا، فسعي لتحييد أعداء أمريكا الأقوياء التقليديين مثل الاتحاد الروسي، وعمل علي ابتزاز الخصوم في الشرق الأوسط، ماديا ومعنويا، وفي الذكري السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني منح إسرائيل "وعد ترامب" بتفعيل قرار "تشريع سفارة القدس 1995"، الذي يقضي بنقل السفارة الأمريكية للمدينة المقدسة، إيذانا بإعطاء الضوء الأخضر للصهاينة بالمضي في استراتيجيتهم بتهويد كامل للمدينة، تمهيدًا لإعلانها عاصمة للدولة اليهودية أو مملكة الرب "يهوه" رب الجنود الباطش الجبار الذي يحصد بسيفه أرواح أطفال غزة ونساءها قبل رجالها.
اليوم كانت حشود المتظاهرين في شوارع شيكاغو المحيطة بمقر انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي، تندد بسياسات الرئيس بايدن تجاه غزة، مطالبة بمنع المساعدات العسكرية لإسرائيل، واقتحم المتظاهرون أحد الأسوار الأمنية حول المقر، وتصدي الأمن لهم وألقي القبض علي عدد كبير منهم قبل فض التظاهرة، التي لن ينهي فضها احتجاجات الشارع الأمريكي ضد سياسات الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل، التي لن تتغير عما هو حادث الآن، سواء وصل ترامب أو هاريس، التي أبدت شيئا من التعاطف تجاه الغزاويين، الذين يذبحون ليل نهار علي مقصلة إسرائيل، وكانت هاريس قد أبدت تعاطفها مع "الناس في غزة الذين يتضورون جوعا في ظروف غير إنسانية" حسب قولها، وعدها بإن "إنسانيتنا تجبرنا علي التحرك"، كان هذا في شهر مارس الماضي، وقبل 6 أشهر، وقبل حتي التفكير بإمكانية ترشحها بديلا لبايدن، أما بعد الترشح، فقد أضافت لتعاطفها مع "الناس في غزة"، وعدا بضمان أمن إسرائيل، الدعم يعني تزويدها بالسلاح، المال، الرجال، المعلومات، العمل الدبلوماسي، السياسي، كل ما يخطر وما لا يخطر علي البال، وحال نجاح هاريس التي تصف خصمها ترامب بـ "الجبان" لأنه شخص يركز علي تقويض وهزيمة الآخرين فلن تتغير كثيرا سياسات أمريكا تجاه إسرائيل أو الفلسطينيين أو العرب، أما إذا وصل ترامب للبيت الأبيض فسوف ينهج نهج الجبناء تجاه خصوم إسرائيل.