لاقت دعوة الرئيس السيسي بإنهاء الأزمة الإنسانية في السودان قبولا لدى طرفي الحرب، وتمت الموافقة على فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات؛ للقضاء على الكوليرا والمجاعة، اللتان تفتكان بالمواطنين العالقين في حرب أهلية مفتوحة.
ووافق الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية، أولهما عبر معبر أدري في (إقليم) دارفور، وثانيهما طريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان؛ للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام، وذلك في بيان ختامي صدر اليوم الجمعة بعد مباحثات في سويسرا.
وأكد الرئيس السيسي خلال لقائه نائبة سكرتير الأمم المتحدة، في وقت سابق، حرص مصر على وقف إطلاق النار، وحماية مقدرات السودان وشعبه الشقيق، ومؤسسات الدولة وسيادتها، مشدداً على ضرورة تضافر جميع الجهود، الدولية والإقليمية، لتقديم سبل الدعم كافة، لإنهاء الأزمة السياسية والمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوداني.
ويعاني أكثر من 25 مليون شخص حاليا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حسب قول المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، مؤكدة "إن إعادة فتح معبر أدري أمر أساسي للجهود الرامية إلى منع انتشار المجاعة في كل أنحاء السودان، ويجب أن يبقى حاليا مفتوحا".
وكشف مسؤول بمنظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، عن تسجيل أكثر من 300 وفاة بمرض الكوليرا في السودان، قائلاً إنه من المرجح أن يكون العدد أعلى بكثير بسبب بطء الإبلاغ. وأشارت المنظمة إلى أن "10.7 مليون شخص نزحوا داخليًا في السودان و2.3 مليون فروا عبر الحدود".
وقال الدكتور جراهام عبدالقادر، وزير الثقافة والإعلام السوداني، إن أكثر من 11 مليار دولار هو حجم التخريب في القطاع الصحي السوداني بسبب الصراع الذي اندلع منذ 15 أبريل 2023 بين ميليشيا الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، لافتًا إلى أن تلك الخسائر شملت أدوية ومصانع الأدوية والمستشفيات، مما كان له أثره وانعكاسه على المواطن وخاصة على الذين كانوا يتلقون الأدوية المنقذة للحياة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن "آلاف الأطفال في السودان يواجهون خطر الموت خلال الشهور المقبلة"، وقبل أيام قليل، قُتل طفل سوداني جراء قذيفة أطلقها الدعم السريع، واستهدفت دار إيواء بمنطقة الحتانة شمال مدينة أم درمان السودانية.
وتتصاعد دوامة العنف والفوضى في السودان بين قوات الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، ما خلف أزمة إنسانية وخسائر مروعة يعاني ويلاتها المدنيين في مدن السودان.