نحن نبحث عن الدولار هنا وهناك، فماذا لو عرفت أن بلدا شقيقا هو المغرب أدخل الى خزانته 115مليون دولار هذا العام فقط كرقم يتزايد سنويا، وأصبحت الوجهة الثانية عالميا على مدى الأربعة عقود الماضية كأبرز مواقع تصوير الأفلام والمسلسلات في العالم، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية ؛ نتيجة التسهيلات التي تمنحها لشركات الانتاج السينمائي العالمية بالتصوير على أراضيه فقط!! ، وذلك الرقم يتعلق فقط بالجانب المباشر كمقابل للتصوير بعيدا عن فرص العمل التى تتوفر للممثلين و المجاميع والأدوات واليوميات المعتادة لإقامة فريق عمل أجنبى على أرضها وتدريب شباب السينمائيين والترويج للمغرب كبلد سياحى.
كل هذا لم نكن عنه بعيدين ؛ بل ربما كان أقرب لنا فالكثير من تلك الأفلام أحداثها فى مصر ولاتتعجب إن كانت بعضها يتعلق بنا وبحضارتنا القديمة ، لنتساءل ماذا لو تم تصوير فيلم "المريض الإنجليزي" عام 1996 فى مصر التى كانت موطن أحداثه بدلا من تونس ؟؟ ، وكيف سيكون الحال لو صور فيلم المومياء عام 1999، وكل أحداثه فى مصر بدلا من المغرب ؟؟ وكيف الحال لو تم تصوير مشاهد " فيلم المصارع " ، ولم يذهب جزأه الثانى كاملا إلى المغرب فى مدينة"ورزازات" هوليوود افريقيا ، وذهب معه فى ذلك الوقت ما لا يقل عن 4000 وظيفة؛ كممثلين وكومبارس وحرف مرتبطة بصناعة الأفلام، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لطلبة المعاهد والمختصصين فرص التدريب على يد فريق عمل عالمى؟؟؟ ؛ ولاداعى للحديث عن افلام : نابليون وآلهة مصر أو فارس القمر وغيرها.
كل تلك الأفلام وغيرها كان "مكانها" مصر التى كانت فى السينما العالمية منذ عام 1954 ، عندما تم تصوير فيلم "وادى الملوك" ، ثم "الجاسوس الذى أحبنى" عام 1977 ؛ وغيرها من أفلام تجولت فى أكثر من مكان ولم تكتفٍ بسفح الأهرامات والأقصر وأسوان ؛ بل ذهبت إلى الفيوم والسويس وبيت الكريتلية ومسجد احمد بن طولون.
فهل يمكننا تعويض ماخسرناه على مدى أكثر من خمسين عام من خلال الخطوات التى تم اتخاذها مؤخرا والتسهيلات التى تم منحها لتصوير الافلام الأجنبية فى مصر ؟؟
ربما يمنحنا فيلم "نافورة الشباب" والذى تم الانتهاء من تصويره بعض "البشرى" ، فهو فيلم اكشن ضخم تقدمه الشركة التى انتجت سلسلة "المهمة المستحيلة" عن "النافورة" التى يتم اكتشافها تحت سفح الأهرامات ومحاولة السيطرة على ما تمنحه من قوة تجعل من يشرب منها شابا إلى الأبد. وهاهو أكثر من 35 فيلماً أجنبياً روائيا ووثائقيا خلال العامين الماضيين من مختلف الجنسيات : الأمريكية، النرويجية، الفرنسية، الكندية، الكولومبية، السويسرية، الهندية وغيرها من الجنسيات منذ بدء تلك التسهيلات.
لدينا الواقع المتنوع الممتد والتاريخ على مدى آلاف السنين و مدينة الإنتاج الإعلامي التى تجاوز عمرها الخمسة والعشرين عاما بديكوراتها وإمكانياتها ومناطق التصوير المفتوحة التي تحاكي الحياة في مصر في مختلف العصور : الفرعوني و الإسلامي ووقتنا الحالي، وهاهى التسهيلات وإن جاءت متأخرة ، فماذا نحن فاعلون؟؟؟