جنود «محال»، هكذا يسمى عدد كبير من المجندين الأجانب (المرتزقة) ضمن مشروع «الجنود الوحيدون»، داخل جيش الاحتلال والذين بات الاعتماد عليهم فى الفترة الماضية الأكثر على الإطلاق، خاصة منذ عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الماضى، وتقدر أعدادهم حسب إحصائيات جيش الاحتلال بالآلاف، وهم يؤدون خدماتهم مقابل الحصول على تأشيرة للإقامة كسائحين فى إسرائيل طوال مدة الخدمة، وبعد انتهاء خدمتهم يختار نصفهم البقاء فى إسرائيل كمواطنين فى البلاد أو كمهاجرين جدد.
كشفت معطيـات صادرة عن قسم القوى البشرية فى جيش الاحتلال، نقلتها القناة الثانية العبرية، أن أساس تواجد هؤلاء المرتزقة بجيش إسرائيل قائم على أن 1 من كل 4 منهم يعانون ضائقة اقتصادية، وتبين أن عشرات الآلاف منهم يعانون الفقر ويطلبون المساعدات، فهم الجنود الذين جاءوا هاربين من الفقر طامعين فى الرواتب العالية التى وضعها جيش الاحتلال كوسيلة مثالية لجذبهم ولحشد أكبر عدد منهم من أجل إنقاذه من نقص حاد بصفوفه، نتيجة لارتفاع نسبة تهرب الشباب الإسرائيليين ورفض الحريديم (اليهود المتدينين) للتجنيد رغم صدور قانون مؤخراً يفرض عليهم ذلك لكن الحكومة المتطرفة ما زالت تحاربه بكل الوسائل المتاحة.
وكشفت تقارير نُشرت لأول مرة بصحيفتى «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» عن الخسائر التى تكبدها جيش الاحتلال ووصلت إلى 10 آلاف جندى بين قتيل وجريح، بل وأعلنت القناة الـ13 الإسرائيلية مؤخرا عن استدعاء جنود الاحتياط ممن تم تسريحهم سابقاً بسبب النقص فى الأفراد وسوء التقييم الأمنى.
يأتى هذا فى الوقت الذى نُشرت فيه تقارير بالصحف الإٍسرائيلية تفيد بتآكل قدرات جيش الاحتلال الاحتياطية بعد خوض 10حروب لعدة أشهر متواصلة، ووصل عدد المعاقين فى الجيش الإسرائيلى الذين تم علاجهم إلى 72 ألفاً و56 جندياً وضابطاً، يعانون اضطرابات عقلية ونفسية وصدمات، بينهم 10 آلاف و56 جندياً أُضيفوا خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة.
وبحسب تقديرات وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتكهنات محللين عسكريين وأمنيين، سيكون على قسم إعادة التأهيل بحلول نهاية عام 2024 الاعتناء بحوالى 82 ألف معاق من الجيش الإسرائيلى، ما يعنى إضافة 20 ألف جريح ومعاق جراء الحرب.
وحسب تقرير بموقع «واللا» الإخبارى الإسرائيلى، فإن حالة النقص التى يعانى منها جيش الاحتلال فى جنود الاحتياط جعلت مستوى الفحص للخدمة به واحدة من أدنى المستويات فى العالم، حيث يقوم الجيش بتجنيد جنود ومتطوعين يعانون من صعوبات طبية وعقلية واجتماعية، لا يتم تجنيدهم فى بلدان أخرى.
نتيجة لذلك، كان من الوسائل التى لجأ إليها جيش الاحتلال لحل أزمته منذ بدايات الحرب على غزة، هم جنود «محال»، تعويضاً للخسائر البشرية التى يتعرض لها الاحتلال بين جنوده- حسب ما جاء فى يديعوت- فمنذ 7 أكتوبر وصل إلى إسرائيل حوالى 70 ألف مرتزق من الخارج، ومن يقوم على تنظيم وتوصيل طلبات التطوع داخل إسرائيل منظمة «شير إيل»، والتى وفرت 33 ألف مرتزق من جميع أنحاء العالم للمساعدة فى العمل اللوجستى فى قواعد جيش الدفاع الإسرائيلى مؤخراً، يأتى بعدها منظمة «هشومير»، التى وفرت 24 ألف للتطوع فى الزراعة، وقام آلاف المرتزقة من منظمة أخرى تدعى «تاغليت» بتقديم محتوى تعليمى وتطويرى وساعدوا فى المراكز اللوجستية، كما جاءت الغالبية العظمى من الجنود المرتزقة من خلال منظمة «روف»، بالتعاون مع وزارة المغتربين التى تعمل بالتعاون مع المنظمات الأخرى.
اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنا